الاثنين، 30 نوفمبر 2015

من تفاهات الله



تبت يدا أبي لهبٍ وتب!
موقف الاله هنا غريب ...
موقف لا يليق بالآلهة بل لا يليق بمعلّمٍ معتوه في مدرسةٍ للمجانين...
تخيّل معي إن مدرّساً دخل على طلابه يوماً ليعطيهم درساً مختصراً في وصف أحد طلّابه المشاغبين قائلاً :-
"سحقاً للطالب الذي وجهه كالبندورة ...
وكل ألعابه مخسورة..
وأمه التي تحمله على الحنطورة ...
لا تشتري له الكراريس ولا تدفع الفاتورة.."
ثم يطالب تلاميذه بكتابة هذا الدرس وحفظه وترديده.. ولهم بكل حرف درجة....
لو فعل هذا مدرسٌ فأوسعه طلابه ركلاً وضرباً لقلنا قليلٌ عليه الضرب والركل والفصل من المدرسة ...
أما أن نقول إن إلهاً حكيماً عليماً يقول هذا .... فماذا تقترحوا بالله عليكم ...!؟
لا أعلم ماذا أقول...
لكن الكفر اقتراحٌ جيّد على كل حال ؟!
على الأقل لا تَظلِمونَ ولا تُظلَمون !!
لو طالبتكم بحرق نسخ القرآن لكان ذلك وقاحة ...
ولو نصحتكم بالقيام بعملٍ عدواني إرهابي كما يأمر مؤلف القرآن لكنت معتدياً أرعناً ....
ولكن ما رأيكم لو اقترحت اقتراحاً جيداً لا يسيء للمسلمين ولا لرب المسلمين ...
اقتراحي هو أن نسير مع القرآن وحسب أوامره .. ونتدبّر فيه كما يدعونا رب القرآن ...
هو طالبنا بإعمال عقولنا ... مع تعظيم الله وتنزيهه و إعطاءه حقّه وقدره ... كما يقول القرآن "وما قدروا الله حق قدره" ... !!
وحتى في هذه الآية أخطأ القرآن وخانه التعبير إذ يقول بعدها مباشرةً ..." والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة" ...!!
ولو تفحّصنا الآية جيداً لوجدنا آخرها يكذّب أوّلها ....فمحمد هنا لم يقدّر الله حق قدره بل أهانه وقزّمه الى أقصى حد ... بل لو شبّه الله بمجرة درب التبانة التي نسكنها لما شكلت الأرض حبة رملٍ فوق طرف سبابته فكيف تكون في قبضته ...  وللعلم فإن حجم المجرة كلها بطولها وعرضها لا يساوي حبة رمل على شاطئ الكون ....
أي أن خالق الكون لم يكن يعلم شيئاً عن الكون ولا عن المجرات.... وكل ما كان يشغله هو مناكفة مخلوقاته الضعيفة وتعييرهها بأخس الألفاظ !!
الإله الحق لا يسوّد كتابه العظيم بكلامٍ بذيءٍ عن مخلوق مسكينٍ لا يشكّلُ شيئاً بالنسبة له ولا يقدر أن يؤذيه ... هذا على فرض أن هناك شيء يستطيع أن يؤذي الله أو يظلمه أو حتى أن يزعجه !!
الله ... خالق الكون الحقيقي أعظم من ذلك كله ..
خالق الكون الحقيقي .... هو خالق المادة والزمن...
لذا لا يخضع للزمن ولا للمادة ولا يقارن بها...
وحين نقول إن القرآن هو كلام الله الأزلي فإننا نربط ذلك الإله المنزه عن الزمان والمكان والمادة .. بكلام فارغ عن أحداثٍ عابرة وأمور يجدر بنا أن نسميها صبيانية تافهة بل في قمة التفاهة أمام الله حقيقي الذي هو خالق كل شيء ...
فمن هو زيد ومن هو أبولهب ومن تكون زينب حتى تكون أسمائهم جزءاً من ذلك الكلام الأزلي المقدس "اللامخلوق" ... ونحن نعرف حين نقول عن شيء ما أنه ( غير مخلوق) .... فمعناه أنه خالقٌ أو جزءٌ من الإله الخالق...!!
وهذا غير منطقي بالمرة ولا يليق بالله !!
القرآن الذي يعرفه المسلمون الآن لا وزن له أمام الإله الحقيقي والخالق الحقيقي للكون ... ونسبة هذا الكلام له إهانة لاسمه - على فرض إن هناك شيء إسمه إهانة لله ...
فكل ما هناك تجاه الله هو معرفة الله ...
ليس هناك إغضاب لله ولا معصية لله ولا سيرٌ عكس إرادة الله ....لأن ذلك يعادل معنى الغاء قوانين الكون التي تسيّره ... فخالق الكون بكامله من الطبيعي أن يكون مسئولاً ومسيطراً سيطرةً تامة على حركة كل ذرةٍ فيه ....
ولو أراد الله أن يقول لنا شيئاً لزرعه في عقولنا من غير كلام ... أو لخلقه في جيناتنا قبل أن نولد ... وهو على ذلك لقدير ....
ولو أراد لجعل كلماته مكتوبة على أوراق الأشجار وعلى مكونات الخلايا أو على النجوم والمجرات ... لكي لا يستطيع تحريفها أو محوها مخلوق....
ونستطيع أن نقول إنه قد فعل ذلك .....
الإنسان تعلم من الطبيعة مالم يتعلمه من خرافات القرآن والإنجيل والتوراة ....
وحسبك هذه الإختراعات والعلوم المتقدمة التي اكتشفها العلماء المتأملون في الطبيعة ....
فإذا كنت تؤمن بإله خالق للكون ...الكون الذي يعرفه علماؤنا ويقرأون صفحاته كل يوم ...
فقارن بين صدق هؤلاء الذين لم يدعوا أنهم يتكلمون باسم الله مع أولئك الكذبة المفترين .... ثم حكّم عقلك !!
التأمل في الطبيعة أنتج حضارة الحق والخير والجمال....أنتج حضارة الرفاهية المادية والأخلاق السامية وحقوق الإنسان ... أما التأمل في كلام القرآن فلم ينتج إلا الإرهاب والفقر والجهل والمرض...
وفي الختام أقول إن ذلك الكلام الذي يتناقله المسلمون عن شخصية تاريخية عاشت قبل أربعةَ عشرَ قرناً غير منطقي ولا عقلاني ومن غير المنطقي إلزامنا به أنه كلام الله ....
باختصار خالق الكون لا يفعل ذلك !


الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

الإسلام وجذور الدكتاتورية



كنتم خير أمة أخرجت للناس ....
العجيب إنك حين تستعرض أنظمة الحكم الشمولي في العالم تجد إن الغالبية العظمى منها دول إسلامية ...
والمرء يستغرب... ألم يجدوا في إسلامهم ما ينهاهم عن التسلط ؟!!!... 
وإذا استعرضت الإحصائيات عن العنف الدموي والشرس والمنعدم الإنسانية في العالم فإنك تجد أغلبه في الدول الإسلامية ......
الأمر ليس صدفة ... فأخلاق المسلم مرتبطة بالعنف ... ودائما يجد في دينه ما يبرر العنف تجاه الكافر ... و إذا لم يجد بجواره كافرا يقاتله ويفرغ فيه غريزة العنف والحقد فإنه سيخترع ذلك الكافر اختراعا .... وذلك بأن يكفر أخاه المسلم ثم يقاتله لكفره ....
أما القتال لرفع الظلم فإنك نادرا ما تجده في ثقافة المسلم ... وهذا ينطبق على السني بالذات أما الشيعي، فإن دينه ينبذ الظلم ويعاديه ... ودائما تجد الحديث عن مظلومية الزهراء ومظلومية الحسين ...الخ .... والكلام عن الظلم لديهم كثير لأن كل أئمتهم تعرضوا للظلم ... وتاريخهم ملئ بمقارعة الظلمة ..
أما السني فبطبيعته ميال لقبول الظلم وعبادة الظالم ... و ( إن جلد ظهرك وسلب مالك) ... وحين يصل الخضوع الى هذا الحد المرضي فإن علماء النفس يسمونه ماسوشية ...
 و من سمات هذا السني الماسوشي أيضا -بعكس الشيعي العنيد - لا يمانع بالصلاة خلف الظالم والفاسق ... وهو -بعكس الشيعة والخوارج أيضا - يجرم الخروج على الظالم ...وإذا رجعنا لبداية اتخاذ مصطلح "الخروج" رأينا أنهم كانوا يقصدون به الثورة ضد الظالم بالقوة والسلاح ...ثم أخذ نعاج السنة يسمون كل نقد أو محاسبة للظالم خروجا عليه ...  
ولا يستطيع المسلم السني التنصل من هذا ... لأن مبدأ الخضوع للقوة بدأ مع تكون مصطلح السنة ومع بداية تاريخهم ...فالأمر بدأ مع أبي بكر بن أبي قحافة حين استولى على السلطة من أهل البيت عنوة .....ثم هاجم عمر وزمرة من مجرمي الصحابة وبأمر من أبي بكر بيت فاطمة ابنة نبيهم محمد.....  ( يا حيف عالرجال)  !! ... ثم حرمها ميراث أبيها حين توجهت إليه تطالب بحقها مستدلا بحديث يقول " الأنبياء لا يورثون وما تركوه فهو صدقة" ...  مع إنه وعمر لطالما عاقبوا رواة الأحاديث ومنعوهم من الكذب على رسول الله  .... وماتت المسكينة كمدا وهي في ريعان شبابها من جراء هذه المعاملة القاسية التي لا يمكن وصفها إلا بالإذلال ... و كما يقولون " ويل الضعيف نداؤه في مسمع الدنيا صمم" ...فلم ينتصر لها أحد لأن الذي ظلمها وأذلها هو حاكمهم وأميرهم وخير الأمة بعد نبيها ... ومن لم يؤمن بهذا فقد كفر بالسنة وخرج منها وكان مبتدعا في غاية الإبتداع ... وليت أبابكر اكتفى بذلك بل أراد أن يفهم الناس إن (عظمه قاس) وليس كما قال فيه محمد : " ارحم امتي بأمتي أبوبكر وأشدها عمر" ... أراد أن يفهمهم هذا حين رآهم يتفرقون عنه ويستقلون بدويلاتهم وقبائلهم عن حكم قريش ... وهذا حق طبيعي لهم ...إذ أنهم آمنوا بدين محمد واتبعوه ولم يؤمنوا بقريش وسادتها ... لذا قالوا:
 أطعنا رسول الله ما كان بيننا ....فيا لعباد الله ما لابي بكر ...
أيورثها بكرا إذا مات بعده ... فتلك لعمر الله قاصمة الظهر ...
فعزم على قتالهم وإخضاعهم بالقوة ، حتى تصبح مكانته عندهم كمكانة محمد ...حتى إن عمر المعروف بشدته قال له "كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها" وحاول ثنيه عن عزمه لكنه لم يفلح ... مع إنه باستدلاله بهذا الحديث بالذات يضع قتال الكفار وسلب أموالهم كشئ مسلم به.... وتشعر كأنه يجعل المهنة الرئيسية للرسول هي القتل وقطع الطريق ... وكل الأموال والدماء حلال ما عدا دم المؤمن ... فهو بقوله " دم المؤمن على المؤمن حرام" لا يقصد أمرا إيجابيا ...إنما يقصد إن الأصل حل الدماء أما عصمة الدم فاستثناء خاص بالمؤمن ...
الآن ..لو رجعنا لحروب أبي بكر أو حروب الردة كما تسمى في كتب السيرة ...فإننا سنجدها أكثر دموية من حروب الرسول ... بل فاقتها بشكل أسطوري حتى إن المسلمين طبخوا رأس أحد زعماء القبائل المتمردة في القدور ... وقام المسلمون بأفظع البشاعات لا لشئ إلا لإخضاع عرب الجزيرة لحكم ابن أبي قحافة ... ذلك الصحابي الذي كما زعموا معروف بالرحمة واللين فكيف إذا نلوم غيره ممن اتخذوه قدوة ؟!!... هل نتوقع الرحمة والعدل من حكام مقلدين لأبي بكر وعمر والحال كما رأينا في كتب التاريخ والسيرة؟!
 وأي أنسان في عالمنا المعاصر يرضى أن يعيش مجرما كل هذا الإجرام ثم يدعي إنه على دين التسامح ويتبع نبي الرحمة....
 كان السلف الإتقياء يبايعون حكام بني أمية على أنهم عبيد ولا تطاوعهم نفوسهم للثورة ضد الظلم ويبررون ذلك بأحاديث ومنظومة فكرية خضوعية .... ليس هذا فقط بل إنهم يرون البدعة هي الخطر الوحيد والمحدق بالأمة ... والمبتدع في عرفهم حلال الدم ومنافق ... وهم يقصدون المفكر الحر الذي يرفض الاتباع لأفكارهم ....حتى قال بعض السلف " لأن ألقى الله بصحيفة الحجاج خير لي من أن القى الله بصحيغة عمرو بن عبيد" ... وعمرو بن عبيد من زهاد السلف وأتقيائهم غير أنه للاسف مبتدع .. أي إنه إنسان متحرر من تقاليد العبودية الفكرية والسياسية ...
 ولو استعرضنا التاريخ الإسلامي لرأينا الفقهاء يشون بالمبتدعة وأصحاب الفكر الحر عند السلطان لتقطع رقابهم... ولرأيناهم يدعون للسلاطين الظلمة على المنابر ويدعون ويأمرون الناس بالدعاء على أعداء وخصوم السلطان من الأمة ...كما فعل السلف الصالح في عهد الأمويين عندما كانوا يلعنون عليا على المنابر طاعة للحكام الظلمة من بني أمية.. بل إن ذلك بدأ بأمر من معاوية ( الصحابي الجليل صهر الرسول وكاتب الوحي) ....
 وتستغرب كيف يدافع المسلمين عن أولئك النعاج من السلف وهم يبذلون كل جهودهم لإخضاع الناس للسلطان المسلم ... ويوجهونهم لإفراغ غريزة العنف لديهم نحو الكافر والمبتدع حتى وإن لم يكن هناك مبررا لقتاله ... بل حتى مع كونه رحيما وطيبا ومسالما للمسلمين إلى أقصى حد فلن ينجو من فتكهم و سلبهم وقهرهم ....  مالم يقل كلمة التوحيد بالطبع .... 
وكما قال القرآن " فإن تابوا وأقاموا الصلاة فإخوانكم في الدين " ... وما أجملها من آية وما أروعه من منطق.... أي أن المشكلة الوحيدة في حروبنا إن الآخر لا ينطق كلمة التوحيد ولا يصلي كصلاتنا ... فإذا فعل ذلك فلا داعي للحرب ... ؟!! .... أي منطق هذا ؟ ... فماذا إذا نطق بالتوحيد وصلى صلاتنا ولكنه أصر على قتالنا كما فعل المغول والتتار .....فماذا نفعل؟ ....هل نقابله بالأحضان ونفتح صدورنا وقلوبنا له... أو نكشف له عوراتنا كما فعل عمرو بن العاص لخصمه علي كي يتركه حيا ...
هذا الفكر الغريب الذي يختصر القتال والجهاد في هدف واحد هو جعل الناس على دين واحد ...ولا مكان فيه للجهاد ضد الظلم والطغيان والتسلط والإستعباد لبني البشر ....هذا الفكر يقود إلى إخضاع الناس للأنظمة الدكتاتورية بكل سهولة .... ويكون لديهم ما يمكن أن نسميه قابلية للإستعباد ... خصوصا  إذا عرفنا مدى تشجيع الإسلام للرق ... !!!
صحيح إنه فتح منافذ لتحرير العبيد ...لكن هذه المنافذ كانت من قبيل الصدقة بالمال .... فهي منة من المالك ولا يوجد في الإسلام ما يمنع ملكية الإنسان لأخيه الإنسان ... أما معاملة المملوك كالمال والمتاع فالنصوص الإسلامية لا ترفضها بل تؤيدها ...بل إن الله جل في علاه سماهم ب" ما ملكت أيمانكم"... هكذا !! بدون استهجان لهذا الوصف !! ولا رفض لمبدأ ملكية البشر للبشر من قبل ذلك الإله العادل والرحيم ... الذي يضع الإصر والأغلال عن البشر...ولم يستطع للأسف أن يضع الأغلال عن هؤلاء المساكين .... وذلك النبي الذي يصر على سواسية البشر كأسنان المشط كيف يرضى لأتباعه  بأن يكون ضمن ممتلكاتهم ومتاعهم ((بشر)) مثلهم .....
يقولون لك إن الإسلام لم يحررهم رحمة بهم ...إذ لو حررهم لباتوا ينامون في الطرقات والسكك ولا يجدون ما يأكلون ... فأين بيت المال إذا ؟! ...وأين أموال الزكاة ؟!
الصحيح إنهم لو تحرروا لعملوا وأكلوا مما كسبته أيديهم... أما أسيادهم الكسالى الذين لا يتقنون عملا فسيئولون إلى الفقر حتما ....إذا أن أغلب الأعمال التي كان ينبغي أن يؤدوها من الزرع والحصاد والخبز والطحن والرعي كان يقوم بها العبيد.... ولو ترجمنا ذلك بطريقة مبادئ الإقتصاد الحالية التي تجعل اليد العاملة مساوية لرأس المال من حيث طبيعتها الإستثمارية لقلنا إن أعمال العبيد في بيوت مملوكيهم لو ترجمت الى أموال ونقود لفاقت ثروتهم جميع ما يملكه أسيادهم ....
هذا أولا ...أما ثانيا والأهم في نظري .... إنه مادام هذا الدين خاتم الرسالات ولا دين بعده ... ومادامت كل الأوضاع والظروف التي عاشها الرسول وصحابته من خلق الله وتقديره وليست من تقدير غيره .... أفلم يستطع أن يضع حلا بخلق ظروف تتناسب مع هذا الدين الخاتم ... لماذا تجبره الظروف على ترك العبيد مكبلين في أغلالهم .... وهو المسير لكل ذرة في الكون .... ولماذا تجبره على تفويت هذا الموقف الجليل الملئ بالرحمة على خاتم الأنبياء ... أعني موقف تحرير العبيد... ليقوم بذلك النصراني الامريكي ابراهام لنكولن ...في حين إن آخر من منح العبيد حقوقهم كانت الدولة الإسلامية العريقة التي توصف ببلاد الحرمين الشريفين .... 
للأسف فإن أمة "ما ملكت أيمانكم" تعيش قدر العبودية الى الأبد ... العبودية التي رفض المشرع المسلم رفعها عن الكائن البشري الناقص الآدمية ...فمنذ البداية امتلأت كتبهم الفقهية بتشريعات العبودية بشتى التفاصيل ... وحرمتهم هذه التشريعات حتى من "ستر عوراتهم "... ذلك الحق الطبيعي الذي أصر عليه الإسلام "وجعله فرضا" على الأحرار....فهذا عمر بن الخطاب يجلد الإماء حين يراهن متحجبات ... قائلا " أتتشبهين بالحرائر أي لكاع"؟! ... وكانه يقول لها : "من أنت حتى تسترين عورتك ؟! ... ومن أنت حتى يغض الأتقياء بصرهم من أجلك" ؟! ... فلا بأس أن يراهن الصحابة والتابعين  وهن يخدمنهم ..."تضطرب ثديهن" كما تقول الروايات...
كما امتلأت الكتب الفقهية منذ البداية أيضا بتشريع طاعة السلاطين والدعاء لهم والصلاة خلفهم وعدم الإعتراض على حكمهم وإن جاروا وظلموا وسلبوا الأموال .... (ماداموا يصلون) !
أي علينا أن نرضى بكل هذه الشناعات مالم يقولوا كلمة الكفر ويتركوا الصلاة .... فأي صلاة هذه وأي إيمان هذا ؟ .... خليق بهذه الأمة أن تكره هذه الصلاة ومن يصليها .....وهذا الإيمان ومن يعتنقه ...
كيف يغرس الفقهاء في عقيدة المسلم المسكين ويفرض عليه أن يحتمل كل أنواع الظلم والقهر مادام الظالم مسلما ...ثم اذا غير الظالم فكرته في الله أو ترك الصلاة.. ( وذلك أمر يخصه بلا شك ولا يهم مسلما غيره) هذا الأمر الخاص به والذي يفترض أننا لا شأن لنا به ( إذ كل محاسب بأعماله) ... إذا فعل هذا ننقلب عليه ونخلعه ثم نقطع رقبته إذا شئنا !! ... ليس عقابا له على مظالمه بالطبع ولكن لتغيير فكرته في الله أو لكفره كما يصطلحون !!!
هذه الفكرة ترجع بنا إلى النقطة الأولى وتفسرها وهي ارتباط الدول المسلمة بالدكتاتوريات... ولا غرابة في ذلك إذا عرفنا طبيعة العقيدة الإسلامية و الجذور التاريخية لهذه العقيدة ... فالثقافة الإسلامية والنسيج الإجتماعي الإسلامي تكون في أيام الإسلام الأولى ...ولذلك تعشش الدكتاتوريات وتفرخ في مجتمعاتنا الإسلامية ... ولذلك ينمو الإرهاب ويزدهر ويشيع العنف في كافة طبقات المجتمع الإسلامي في الفقراء والأغنياء ...في العسكري والمدني .. وفي المتعلم و الجاهل .. 
لأن العنف والتسلط ضرب بجذوره في عقلية المسلم منذ نزلت آيات الأحكام الناطقة بتعاليم " ما ملكت أيمانكم" .... ومنذ علمنا محمد أن نطيع حكامنا وإن ضربوا وسلبوا ونهبوا ... ومنذ علمنا أبوبكر ومن بعده من السلف الكرام أن نحارب المبتدعة والكفار ونترك الظلمة والفجار ماداموا مسلمين يصلون ويدفعون الزكاة ويذبحون الذبائح على الطريقة الإسلامية ... ومنذ صار الفقهاء المسلمين يؤمنون بطاعة السلطان الغالب ... فإذا غلب سلطان الدولة المجاورة سلطانهم ثم قتله... استقبلوه فرحين مهنئين وهم يقولون " السلطان من غلب السلطان"...
وهكذا فلتكون الأديان !!