الجمعة، 17 مارس 2017

محمد.. الساحر المسحور


يتحدث ابن عباس عن شيطان اسمه الأبيض كان يأتي لرسول الله وفي نفس الوقت نجد محمداً يصف جبريل بلباسه البياض... ونجد أحاديثاً تنصح باللباس الأبيض وإحرام الحج باللون الأبيض والتكفين في قماش أبيض.... فكيف يتصف الشيطان باسم الأبيض ؟ ولماذا لا يكون "الشيطان الأبيض" هو نفسه "جبريل" ؟!
قال القرطبيُّ في تفسيره: وقد قال ابن عباس: إن شيطانا يقال له الأبيض كان قد أتى رسول الله في صورة جبريل وألقى في قراءة النبي " : تلك الغرانيق العلا، وأن شفاعتهن لترتجي"...
وفي تفسير قول القرآن: " وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شيطان رَّجِيمٍ "، قال عطاء :" يريد بالشيطان الشيطان الأبيض الذي كان يأتي النبيّ في صورة جبريل يريد أن يفتنه" (1) . 
وفي حديث قتل الحيات قال ابن مسعود « اقتلوا الكبار كلها إلاّ الجان الأبيض الذي كأنه قضيب فضة » (2)
قال البغوي روى عطاء وغيره عن ابن عباس قال:" كان راهب فى الفترة يقال له برصيصا يعبد فى صومعة له سبعين سنة لم يعص الله فيها طرفة، وان إبليس اعياه فى امره الحيل فجمع ذات يوم مردة الشياطين،فقال: الا أجد أحداً يكفينى امر برصيصا ،فقال "الأبيض" وهو صاحب الأنبياء وهو الذي تصدى للنبى وجاءه فى صورة جبرئيل ليوسوس على وجه الوحى فدفعه جبرئيل الى أقصى ارض الهند فقال الأبيض لابليس: انا أكفيك .....الخ القصة"  (3)  .

معروف إن مرحلة ما قبل الهجرة ( المرحلة المكية) شحيحة في تفاصيلها فلا أحد يعلم على وجه الدقة شكل الإسلام قبل حادثة الإسراء والمعراج، كيف كانت الصلاة الثنائية التي يصلونها ؟ وأين ضاعت أحكامها ؟ وما هي الإختلافات عن شكل الصلاة في المرحلة المدنية ؟... لكن مع ذلك نجد الصحابي ابن مسعود ببساطته التي عُرف بها الرعاة ، يروي تفاصيلاً غريبة عن تلك الفترة ، بعضها لا يخدم الإسلام بقدر ما يفضحه ويشكك في أساساته... فهو مثلاً يروي طريقة غريبة في الركوع كان يمارسها محمد يطبق فيهما كفيه ويضعهما بين ركبتيه، ويروي إن المعوذتين ليستا من القرآن ويمسحهما من مصحفه، ويروي حادثة انشقاق القمر (التي ربما تكون حادثة خسوف بسيطة هولها محمد واستغلها لمصلحته) ، وأخيراً يروي حادثة اجتماع محمد مع جن "نصيبين" (4) وتفاصيل اللقاء تشبه التفاصيل الموجودة في مسرحية" فاوست" والمتعارف عليها عند السحرة، فمحمد يرسم دائرة حول ابن مسعود ويقول له إنه إذا خرج منها ستخطفه الشياطين ؟! ... فمن أين تعلم محمد هذا ؟!... 



حاول محمد طوال فترة دعوته طمس العنصر الشيطاني في رسالته ، ومع ذلك تسربت بعض التفاصيل التي تكشف علاقته بالجن وخصوصاً في قصة "الغرانيق العلى" الواردة في صحيح البخاري... 
وكذلك يذكر في حديث له مع زوجته َ عَائِشَةَ أَنَّه قَالَ لها :أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ ؟.قَالَتْ:يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ مَعِيَ شَيْطَانٌ ؟.قَالَ:نَعَمْ. قُلْتُ:وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ ؟.قَالَ:نَعَمْ. قُلْتُ:وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟.قَالَ:نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ.

 مع بعض التحليل النفسي لسورة الجن تنكشف الحالة النفسية العصيبة لمحمد وهو يحاول جاهداً أن يثبت قدرته على فصل العنصر الشيطاني عن الإلهي فيقول مخاطباً الجن :" قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا"... أي إنني حين أتلو القرآن أتقرب به الى ربي وليس اليكم يا معشر الجن!
والسؤال هنا لماذا يضع ذلك في اعتباره ؟ .. الوضع الطبيعي أن تحترق الجن والشياطين لمجرد رؤية النبي وهو في حالة تجلٍّ أو وحي!!... أليس القرآن يقول :" هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ " ؟! .. ألا يفضح هذا محمداً ورسالته ؟! ..وحتى مع افتراض ان هناك "جن مسلم" يختلف عن الشيطان وهذه فرضية غريبة خُلقت لتبرر اتصال محمد بهؤلاء الجن، فإن المنتظر حسب الإعتقاد الإسلامي المعهود أن يكونوا خداماً مطيعين لهذا النبي وليس أن يخاطبهم بهذا الشكل الخانع وكأنهم كانوا ينتظرون منه السجود لهم وعبادتهم من دون الله؟!... 
الحالة النفسية لمحمد في سورة الجن لا تدل على مركزٍ من هذا النوع، فهم التفوا عليه وأحاطوا به "لبداً" (5) ، وهذا تصوير يدل على كثرة الوسوسة وقربها الشديد من رأسه وإحاطتها التامة برأسه الى درجة الإلتصاق حتى انها أصبحت كذلك الشعر الكثيف المحيط برأس الأسد من جميع الجهات، ولأن محمد أراد -كما يبدو- أن يتخلص منهم حاول قراءة القرآن -لاعتقاده بأنه يحتوي طلاسماً قوية لطرد هؤلاء الشياطين- فلم تفلح ، وحادثة التقاءه بالجن هذه كانت -حسب تفاصيل السيرة- بعد موت زوجته خديجة التي حاولت عبر السيطرة عليه أن تقنعه بأنه نبي وليس ذلك الزوج الذي تحضره الشياطين وتتلاعب به، ومن خلال السيرة نجد إن تلك الفترة قبل الهجرة بقليل كانت فترة نفسية صعبة على محمد فقدْ فقدَ عمه ثم زوجته ثم هاجر للطائف فرماه صبيانها بالأحجار(6)، ثم تأتي مرحلة الإسراء وتروي مشاهد السيرة إن عمرو بن هشام استدرجه الى رواية حادثة الإسراء أمام الناس ليثبت جنونه وكذبه في حين ان ابنة عمه التي بات عندها حاولت منعه بشتى الطرق (7)، وكلا المشهدين  يدلان على ضعف نفسي شديد كان يعانيه محمد في تلك الأوقات مما جعله يقع فريسة الأوهام والهلوسات!...
لذلك نقول إن سورة الجن جاءت في ظروف نفسية أضعفت محمد أمام الجن فجعلتهم يحيطون به  "وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا"، ولم تفلح طلاسم القرآن في إبعاد الجن ، فخاطبهم قائلاً: :" قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا"!
هناك صور أخرى لحضور الجن مع محمد تجعله يضحك لوحده أحياناً ومن دون سبب، وهي صفة معروفة لكل من تحضرهم الشياطين، ففي الحديث  عن أنسٍ ، عن أمِّ حرام وهي خالةُ أنسٍ -وهي بالمناسبة أجنبية عن محمد- ، قالت : " أتانا رسولُ الله يوماً فقالَ عندنا (أي نام عندنا) ، فاستيقظ وهو يضحكُ ، فقلتُ : ما يضحكك يا رسولَ الله ، بأبي أنت وأمي ؟ قال : ناسٌ من أمتي يركبون البحرَ  كالملوكِ على الأسِرّة في سبيلِ الله ، فقلتُ : ادعُ الله أن يجعلَني منهم ، فقال : أنتِ منهم. قالت : ثم نام ، فاستيقظ ـ أيضاً ـ وهو يضحك ، فسألتُه ، فقال مثل مقالتِهِ . فقلت : ادعُ الله أن يجعلني منهم ، قال : أنتِ من الأولِينَ" . قال : فتزوجها عبادةُ بنُ الصامتِ بعدُ ، فغزا البحرَ فحملها معه ، فلما أن جاءت قُرِّبت لها بغلةٌ ، فركبتْها ، فصرعتْها ، فاندقّتْ عنقُها ..!
وهناك حالات أكثر وضوحاً كانت تنتابه خلال الوحي تشبه حالات الصرع التي صورها القرآن بقوله :"كالذي يتخبطه الشيطان من المس" ..فهذه الحالة تماماً حصلت لمحمد مراراً  ، حيث في الحديث قَالَتْ عَائِشَةُ: " وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا " .رواه البخاري ومسلم ..وعن زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قال : " ... فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ فَخِذِي " .رواه البخاري...
كما إن الحالة النفسية المريعة التي عاشها محمد مع الوحي لا تنبيء إلا عن حالة نفسية صعبة خالية من السكينة التي يتصف بها المؤمنون ففي صحيح البخاري يصف حاله بقوله :" وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ"
وهناك على سبيل المثال ظاهرة معروفة يرويها محمد بنفسه في صحيح مسلم فيقول:" إني لأعرف حجراً بمكة كان يُسلم عليّ قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن" ..وهو هنا يسجّل اعترافاً واضحاً بأحد أعراض انفصام الشخصة الأكثر وضوحاً.
 ومن الطبيعي أن يُعرف بين أقاربه بهذا ، ولذلك فإن ابن عباس ربما يكون نقل قصة "الشيطان الأبيض" عن أبيه العباس وأعمام محمد  مما عرفوه عنه في طفولته وشبابه المبكر، ومن المعروف عند العرب في الجاهلية إن كهانهم كانوا يستعينون برئي من الجن،  ولذلك كانوا يقولون لمحمد " إن كان الذي يأتيك رئياً من الجن طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ"...
وكُتب السيرة تروي ذلك في هيئة المساومات والمفاوضات بينما هو كان في سياق مساعدته عندما اشتد عليه المرض، وخديجة ساعدته في إنكار المرض وتحويله إلى نبوة وطموح سياسي إصلاحي يتناسب مع مكانته الإجتماعية، رغم إن هذا الطموح سبب المشاكل لقريش ولأقارب محمد على حدٍّ سواء.

من الشخصيات المعاصرة التي تفسر سلوك محمد وتشبهه في بعض المراحل شخصية الرئيس معمر القذافي، فالطموح العالمي والمرض النفسي يندمجان في هاتين الشخصيتين، وفي مراحل القذافي الأخيرة تجلت مظاهر الجنون بشكل واضح حتى إنه أصبح لا يثق في أحد، وهي مرحلة أُصيب بها محمد أيضاً حتى إنّه اخترع قائمة المنافقين الوهمية، وأصبح يستقبل الوشايات ويستعين بالجواسيس ثم يدّعي إن الله يخبره بهذه المعلومات مع إن القرآن يسجل بوضوح استعانته بأولئك الواشاة :" وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ". فكيف يحتاج مثل هذا النبي للوشاة والجواسيس إذا كان يستعين بالله حقاً ؟!
السبب البسيط لذلك إن الجن والشياطين يزيدون من حدة الوساوس، ولا يخبرون صاحبهم بمعلومات مفيدة بخلاف الملائكة التي من المتوقع أن تهدي إلى الطريق الصحيح من دون إثارة الشكوك في أحد.
 ويمكن تحليل حادثة معروفة في السيرة لتعلم صحة ما ذكرته:
في كتاب "الروض الأنف" : خَرَجَ رَسُولُ الله إلَى بَنِي النّضِيرِ يَسْتَعِينُهُمْ فِي دِيَةِ ذَيْنِك الْقَتِيلَيْنِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ اللّذَيْنِ قَتَلَ عَمْرُو بْنُ أُمَيّةَ الضّمْرِيّ ، لِلْجِوَارِ الّذِي كَانَ رَسُولُ اللّهِ عَقَدَ لَهُمَا ، وَكَانَ بَيْنَ بَنِي النّضِيرِ وَبَيْنَ بَنِي عَامِرٍ عَقْدٌ وَحِلْفٌ . فَلَمّا أَتَاهُمْ رَسُولُ اللّهِ يَسْتَعِينُهُمْ فِي دِيَةِ ذَيْنِك الْقَتِيلَيْنِ قَالُوا : نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ نُعِينُك عَلَى مَا أَحْبَبْت ، مِمّا اسْتَعَنْت بِنَا عَلَيْهِ . ثُمّ خَلَا بَعْضُهُمْ بِبَعْضِ فَقَالُوا : إنّكُمْ لَنْ تَجِدُوا الرّجُلَ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ هَذِهِ - وَرَسُولُ اللّهِ إلَى جَنْبِ جِدَارٍ مِنْ بُيُوتِهِمْ قَاعِدٌ - فَمَنْ رَجُلٌ يَعْلُو عَلَى هَذَا الْبَيْتِ فَيُلْقِي عَلَيْهِ صَخْرَةً فَيُرِيحَنَا مِنْهُ ؟ فَانْتَدَبَ لِذَلِكَ عَمْرَو بْنَ جِحَاش بْنِ كَعْبٍ أَحَدُهُمْ فَقَالَ أَنَا لِذَلِكَ فَصَعِدَ لِيُلْقِيَ عَلَيْهِ صَخْرَةً كَمَا قَالَ (ولا دليل على علم محمد أو أصحابه بهذه التفاصيل على فرض حصولها) وَرَسُولُ اللّهِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيّ ، فَأَتَى رَسُولَ اللّهِ الْخَبَرَ مِنْ السّمَاءِ بِمَا أَرَادَ الْقَوْمُ فَقَامَ وَخَرَجَ رَاجِعًا إلَى الْمَدِينَةِ ، فَلَمّا اسْتَلْبَثَ النّبِيّ أَصْحَابَهُ قَامُوا فِي طَلَبِهِ فَلَقُوا رَجُلًا مُقْبِلًا مِنْ الْمَدِينَةِ ، فَسَأَلُوهُ عَنْهُ فَقَالَ " رَأَيْته دَاخِلًا الْمَدِينَةَ " . فَأَقْبَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّهِ حَتّى انْتَهَوْا إلَيْهِ فَأَخْبَرَهُمْ الْخَبَرَ ، بِمَا كَانَتْ الْيَهُودُ أَرَادَتْ مِنْ الْغَدْرِ بِهِ وَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ بِالتّهَيّؤِ لِحَرْبِهِمْ وَالسّيْرِ إلَيْهِمْ.

فلو كان المخبر الحقيقي هو الله فلماذا لم ينبهه إنهم أعداؤه لكي لا يطلب منهم هذه الإعانات المادية ؟ ولا أحد منطقياً وأخلاقياً يستسيغ هذه النقلة الغريبة بين موقف المحتاج والمتوسل للمال ثم المعلن للحرب بدون سابق إنذار في ظرف سويعاتٍ قليلة... إلا إذا افترضنا إن الرجل كان مختلاً عقلياً !!.....

------------------------

(1) فتح القدير للشوكاني.

(2)  قال الألباني : صحيح موقوف على ابن مسعود  .. ويظهر الخوف المبالغ فيه من قتل الجن في رواية عن عائشة وهي مما أخرجه أبو الشيخ وابن أبي الدنيا أن عائشة أمرت بقتل جان أو حية فقيل لها إنه ممن استمع الوحي مع النبي فتصدقت باثني عشر ألف درهم وفي رواية : أعتقت أربعين رأساً وذلك لأنها إنما فعلت ذلك تورعاً كما هو ظاهر ( الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي).. وحين نعلم إن عائشة قد شاركت في قتل آلاف المسلمين في معركة الجمل وهي أكثر الحروب دموية في تاريخ الخلافة الراشدة ولم تفكر في دفع فدية أو كفارة أو حتى استغفار أو توبة نعلم عندها مدى تأثير عقيدة خرافية غريبة كعقيدة "الجن المسلم" بحيث إن الخوف الناتج من القتل لا يمكن أن يكون نابعاً من شعورٍ بالذنب بقدر ما هو خوف من عقوبة الجن المسلم!!.

(3) التفسير المظهري

(4) روي عن ابن مسعود أن النبي  قال:"أمرت أن أتلو القرآن على الجن، فمن يذهب معي؟ فسكتوا، ثم قال الثانية، ثم قال الثالثة، ثم قال عبد الله بن مسعود: أنا أذهب معك يا رسول الله، فانطلق حتى جاء الحجون، عند شعب أبي دب، فخط علي خطاً فقال: لا تجاوزه، ثم مضى إلى الحجون، فانحدر عليه أمثال الحجل، يحدرون الحجارة بأقدامهم يمشون يقرعون في دفوفهم كما تقرع النسوة دفوفها، حتى غشوه فلا أراه، فقمت: فأوحى إليّ بيده أن أجلس، فتلا القرآن، فلم يزل صوته يرتفع، ولصقوا بالأرض حتى ما أراهم، فلما انفتل إليّ قال: أردت أن تأتيني؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ما كان ذلك لك، هؤلاء الجن أتوا يستمعون القرآن، ثم ولوا إلى قومهم منذرين، فسألوني الزاد، فزودتهم العظم والبعر، فلا يستطيبن أحدكم بعظم ولا بعر" .(تفسيرالماوردي-تفسيرالقرطبي-تفسيرالرازي)
وقد جاء من طرق هذا الحديث:"ثم انطلق – أي ابن مسعود – حتى قام عليَّ أي رسول الله فافتتح القرآن، فجعلت أرى أمثال النسور تهوي وتمشي في رفرفها، وسمعت لغطاً وغمغمة، حتى خفت على النبي ، وغشيته أسودة كثيرة، حالت بيني وبينه، حتى ما أسمع صوته، ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين، ففرغ النبي مع الفجر فقال: أنمت؟ قلت: لا والله، ولقد هممت مراراً أن أستغيث بالناس، حتى سمعتك تقرعهم بعصاك تقول: اجلسوا، فقال: لو خرجت لم آمن عليك أن يخطفك بعضهم، ثم قال: هل رأيت شيئاً؟ قلت: نعم رأيت رجالاً سوداً مستثفري ثياب بيض، فقال: أولئك جن نصيبين، سألوني المتاع، والمتاع الزاد.."(تفسيرالطبري-تفسيرالبغوي)

(5)  يمكن أن نستخلص من خلال الروايات والتفسيرات لهذه الآية إن معنى قوله "لبداً" لا يحمل إشارات إيجابية ، لذلك تنسبه بعض التفسيرات للمشركين وليس الجن المسلم ففي تفسير "التحرير والتنوير" لابن عاشور :
ولِبَداً " بكسر اللام وفتح الموحدة اسم جمع : لِبْدة ، وهي ما تلبد بعضه على بعض ، ومنه لِبْدَة الأسد للشعر المتراكم في رقبته .
والكلام على التشبيه ، أي كاد المشركون يكونون مثل اللَبد متراصين مقتربين منه يستمعون قراءته ودعوته إلى توحيد الله . وهو التفاف غيظ وغضب وهممٍ بالأذى كما يقال : تأَلبوا عليه .

 (6)  في السيرة النبوية لابن هشام : ذكر محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن محمد بن كعب القرظي قصة خروج رسول الله إلى الطائف ودعائه إياهم إلى الله عز وجل، وإبائهم عليه. فذكر القصة بطولها، وأورد ذلك الدعاء الحسن: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي" إلى آخره. قال: فلما انصرف عنهم بات بنخلة، فقرأ تلك الليلة من القرآن فاستمعه الجن من أهل نصيبين.

(7) في السيرة النبوية لابن كثير :"وذلك أن أبا جهل لعنه الله، رأى رسول الله  في المسجد الحرام وهو جالس واجم.
فقال له: هل من خبر ؟ فقال: نعم.
فقال: وما هو ؟
فقال: إنى أسرى بى الليلة إلى بيت المقدس.
قال: إلى بيت المقدس ؟ قال: نعم.
قال: أرأيت إن دعوت قومك لك لتخبرهم، أتخبرهم بما أخبرتني به ؟ قال: نعم.
فأراد أبو جهل جمع قريش ليسمعوا منه ذلك، وأراد رسول الله  جمعهم ليخبرهم ذلك ويبلغهم.
فقال أبو جهل: هيا معشر قريش، وقد اجتمعوا من أنديتهم.
فقال: أخبر قومك بما أخبرتني به.
فقص عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، وأنه جاء بيت المقدس هذه الليلة وصلى فيه.
فمن بين مصفق وبين مصفر تكذيبا له واستبعادا لخبره، وطار الخبر بمكة."
أما موقف  ام هانيء ففي سيرة ابن هشام : قال محمد بن إسحاق : وكان فيما بلغني عن أم هانئ بنت أبي طالب ، واسمها هند ، في مسرى رسول الله أنها كانت تقول ما أسري برسول الله  إلا وهو في بيتي ، نام عندي تلك الليلة في بيتي ، فصلى العشاء الآخرة ثم نام ونمنا ، فلما كان قبيل الفجر أهبنا رسول الله  فلما صلى الصبح وصلينا معه قال يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي ، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم قد صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين ثم قام ليخرج فأخذت بطرف ردائه فتكشف عن بطنه كأنه قبطية مطوية فقلت له يا نبي الله لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك ويؤذوك ، قال والله لأحدثنهموه . قالت فقلت لجارية لي حبشية ويحك اتبعي رسول الله حتى تسمعي ما يقول للناس وما يقولون له .