السبت، 2 يناير 2016

الغدر في الإسلام


نحن نعرف إن الناس يعيشون اليوم في معاملاتهم اليومية على مبدأ حسن الظن .... والمُعَوّل الرئيسي في حفظ الأمن هو حسن الظن والثقة المتبادلة ...  وعلى أساس هذا المبدأ تشتري البضائع من دكان حارتك ويسجل البائع الديون في دفتر من دون وصل استلام  ... وعلى أساس هذا المبدأ يشتري معظم الناس الطيور أو الدواجن أو الأغنام من دون كشف صحي من البيطري يثبت خلوها من الأمراض المهلكة ... وعلى هذا الأساس ينام الزوج بجوار زوجته بدون أن يفكر أحدهما في الغدر بالآخر ....
وهلمّ جرّا من الأمور والتفاصيل الكثيرة التي قد يقل فيها مستوى الثقة وقد يزيد ولكن الأمر لا يصل إلى حد الشعور بحالة الغابة إلا إذا كان السكان في تلك المنطقة همج رعاع لا دين لهم إلا الغدر .....
في بعض الدول الأوربية نرى اليوم الملتحفين بالأرصفة لا سقف لهم إلا السماء ... يلقون عطف المارة ويتعاملون معهم بأريحية والواحد منهم قد يستلقي على الرصيف فاغراً فاه ولا أحد يخطر على باله أن يبصق في فمه مثلاً أو يلقي حشرة صرصار ....



الغدر له مستويات وحين تصل درجة الغدر إلى مستوى معين فإن إمكانية العيش الطبيعي تصبح مستحيلة .... قد يسهل تقبل هذا الوضع في بعض حالات الفقر المدقع والمجاعات والحروب الأهلية والفوضى .... لكن أن يقفز زوج على زوجته وهي نائمة بجواره ليبقر بطنها وهي نائمة ثم يزعم إنه يتقرب إلى الله بأفضل القربات فهذا غدرٌ يفوق الخيال ....
بغض النظر عما ارتكبته الزوجة فلا شيء يبرر مثل هذا الغدر ....
لاحظ إننا لا نتكلم هنا عن إبرة مخدر وضعها في رأسها مثلاً ... بل نتحدث عن خنجر مسموم ينهي حياتها وييتم أبنائها وكل هذا وهي نائمة آمنة مطمئنة بجوار من تعتبره زوجها وشريك حياتها ...
هذا بالضبط ما فعله هذا الصحابي لزوجته بعدما  سمعها تسب النبي محمد .... ولاحظ هنا إنها تسب من يصرّ القرآن على أنه "بشر مثلهم" ...فماذا لو كانت تسب الله مثلاً ؟!....
وتفصيل القصة في كتاب النسائي كما يحدثنا بها ابن عباس ...  يقول : - إن أعمى كان على عهد رسول الله (يقصد بالطبع ابن عمه محمد بن عبدالله الذي ادّعى النبوة وصدّقه ربع سكان الكرة الأرضية ) ....
وكانت لهذا الأعمى أم ولد (أي زوجة غير مسلمة) .... وكان له منها ابنان ....
وكانت تكثر الوقيعة برسول الله وتسبّه.. فيزجرها فلا تنزجر ..وينهاها فلا تنتهي ...
فلما كان ذات ليلة ذكرَتْ النبي (محمد) فوقعَتْ فيه (أي عابته وذمته) .... 
فلم أصبر أن قمْتُ إلى المغول (سيف قصير) .... فوضعته في بطنها....
فاتكأت عليه (لاحظ الحقد المحمّدي) .... 
فقتلتها فأصبَحتْ قتيلاً ....
فذُكِر ذلك للنبي فجمعَ الناس وقال :-
" أنشد الله رجلاً لي عليه حق فعلَ ما فعلَ إلا قام" ..... فأقبل الأعمى يتَدلْدل (أي يضطرب في مشيه) ....  فقال :-
" يا رسول الله أنا صاحبها ..كانت أم ولدي..
وكانت بي لطيفة رفيقة (!!)..
ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين (!!)...
ولكنها كانت تكثر الوقيعة فيك وتشتمك...
فأنهاها فلا تنتهي .. وأزجرها فلا تنزجر ..
فلما كانت البارحة ذكَرتْكَ فوقَعَتْ فيك ..
فقمت إلى المغول فوضعته في بطنها ..
فاتكأت عليها ( أيُّ حقدٍ هذا !!!) حتى قتلتها "...
فقال رسول الله :-"ألا اشهدوا أن دمها هدر"(!!) ...تحقيق الألباني : صحيح الإسناد ....
الغدر.... هذا هو دين الإسلام !!
وهكذا علّم محمد أصحابه من أول يوم دخلوا يثرب ... حيث بدأوا بغارة على قافلة آمنة تحمل بضائع عادية ولا يوجد بها حراسة كافية لمحاربة جيش من الجياع الهمج المنعدمي الضمير الذين أرسلهم محمد ....
محمد لم يحترم حرية الرأي ولم يوفر للذين سبّوه وشتموه محاكمة عادلة .... بل قتلهم غيلةً وغدراً ... فقُتل عبدالله بن خطل وهو متعلقٌ بأستار الكعبة .. وكذلك كان اغتيال كعب بن الأشرف في قمة الغدر والسفالة ...
هذه العقلية اليوم لا يتبناها المتشددين فقط بل حتى الوسطيين من المسلمين بل وحتى الرؤساء وأجهزة المخابرات الغير محسوبة على التيار الإسلامي ..... فرغم إن العقلية العامة للعربي ترفض الغدر وتحتقر صاحبه فإن المسلم العادي لا يرى غضاضةً في الغدر عند الإساءة إلى مقدساته ..... أو حتى حين لا يُساء إلى المقدسات ولكن يتبين له كفر شخص ما أو يجد فتوى تؤيده .....
ليس داعش فقط من يفعل ذلك ... ففي ليبيا مثلاً اغتال القذافي عدة شخصيات في الداخل والخارج لأسباب مشابهة لمتبوعه محمد ..... وبما إن العمالة عنده مساوية للكفر  فقد اغتال من اعتقدهم عملاء ....  وكذلك تعامل جلاوزة القذافي مثل "حسن اشكال" و غيره  بقتل من يسب القذافي ..... وهذا مقطع من جريدة الزحف الأخضر الناطقة باسم نظام القذافي وتنشر قراراته وقرارت كلابه الثورية ..



 وكذلك أُشيع استعمال الإبرة لحقن بعض العلماء والمثقفين بمواد تسبب الخلل العقلي ... الناس في ليبيا كانوا يتحدثون بذلك سراً ولكن وللمرة الأولى بعد سقوط القذافي صرّح بذلك أحد المعارضين باتصال على قناة الجزيرة خلال الثورة ....
الغيلة والغدر طبيعة في المسلم لا يتركها ... فأسلوب القتال الشريف لا يناسب خبيث الطوية .... لذلك يلتزم بالتقية في المجتمعات المعادية حتى تتوفر له فرصة ليفجر نفسه بين مدنيين لا ذنب لهم ... رغم إنه بنفس الطريقة كان يستطيع أن يهجم على موقع عسكري ولو بسكين ليخوض قتالاً شريفاً على الأقل ....
هذه كلها مجرّد أمثلة ولا أدري كم يجب أن أسوق من أمثلة وأدلة وشواهد حتى يدرك المرء التفسخ الخطير في أخلاق المسلمين وهم مازالوا يعتقدون بأنهم خير أمّةٍ أُخْرِجت للناس ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق