الأربعاء، 25 مايو 2016

حوار مع الشيطان









سؤال ؟!
ضاقت علي السبل وأنا أبحث ... أي دينٍ هو على الحق المبين !!.. لا الوقت يسعفني ولا قدراتي المحدودة تساعدني على إدراك هذا الهدف الجليل !!
شعر ابليس بحيرتي فخاطبني مستغلاً ضعفي : " أمامك الإسلام وأنت تفهمه أكثرَ من أيّ دينٍ آخر !! .. وأنت تعلم أن الله يُحاسب الإنسان على حسب ما استقر في ضميره من قواعد أخلاقية وعقائد .. فلماذا البحث وأنت تعرف أن كل المعارف نسبية ولا وجودَ لشيء اسمه الحقيقة المطلقة" !!
كدت أنزلق وراء هذا المنطق إلى ما لا تُحمد عقباه !!.... بشيء من الفذلكة أقنعني أو كاد !! ... لولا إنني عدت بذاكرتي إلى بعض الأحداث والتفاصيل المتعددة في سيرة النبي محمد ... وإلى طريقته في التعامل مع الأسرى واسترقاقه للنساء والأطفال .... وتخيلت منظره هو وصحابته وهم يتقاسمون الغنائم بما في ذلك الغنائم البشرية من النساء والأطفال...
فتساءلت : هل كانت نسبية الأخلاق وتأثر محمد بالبيئة هو الذي أعماه عن اتخاذ الموقف الصحيح من مبدأ الإسترقاق...أعماه وهو يتقاسم الرقيق .. وأعماه وهو يتماهى مع ثقافة العصر فيعامل الإرقاء معاملة البضاعة !! ... هل كان اتخاذ ذلك الموقف يحتاج لشفافية أخلاقية عالية لم تتوفر عند ذلك النبي المرسلٍ من الله ؟! وإذا لم تتوفر عند ذلك النبي الذي "أدّبه ربّه فأَحْسنَ تأديبَهُ" ، فكيف بالأحرى يستطيع تربية أمًةٍ بكاملها على الدين الكامل  ....
كل تعاملات النبي محمد كانت متماهية مع ثقافة عصره ولم تفلح علاقته مع الله في إخراجه من هذه البوتقة الضيقة !!! ...

خاطبني ذلك المتفذلك : "وما يدريك إن أولئك الذين ذكرتهم من رقيق قد تعذبوا أو شعروا بالإهانة والإذلال !! .. هو منطق ذلك العصر وهي طريقة حياتهم التي عاشوها راضين بتقلباتها ... فالمرأة تنتقل ملكيتها من رجلٍ إلى آخر ... والغلام الذي يُباع أو يُشترى كان همه في لقمةٍ يأكلها ومكان يؤويه أكثر من تفكيره في حريته... الأنصار مثلاً استقبلوا فقراء المهاجرين وتنازلوا لهم عن زوجاتهم من دون أن تسمع نقداً لهذه الحادثة الغريبة من كفار قريش ...  في حين إنها لو حدثت في عصرنا لعيّرهم الناس بالدياثة وقلة الرجولة !! ...
كل هذه تخرّصات يا حضرة ابليس ، وأعذار واهية لا تبرر التفكير الضيّق لحضرة خاتم الأنبياء ... فإذا لم يكن مهتماً بحال العبيد فبحال من يهتم ؟! ... ألم يعاتبه ربّه على إعراضه عن الأعمى المسكين ؟! ...  إن هؤلاء العبيد والفقراء بطبيعتهم هم أكثر من يضعون آمالهم في الأنبياء..  ثم نرى خاتم الأنبياء الذي يُفترض أن يكون منقذهم يمارس مهنة إسترقاقهم ومعاملتهم كالبضاعة فكيف له أن يقنعهم بعد ذلك أنّه مبعوث الله إليهم ؟!


من أراد أن يقنعنا بالنبي الذي يمثل الله على الأرض فعليه على الأقل أن يفهم إنسانية الإنسان ويقدرها قدرها بعيداً عن الأطر والمفاهيم الضيقة والمؤقتة ..عليه أن يتجاوز نسبية الزمان والمكان .. ويخاطب حاجاتنا وقيمنا وضمائرنا في هذا العصر كما في  العصور التي قبلها !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق