الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

خاتمة فرعون وموسى في ضوء السنة النبوية



عن ابن عباس قال محمد : " لما أغرق الله فرعون قال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، فقال جبريل: يا محمد، فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه، مخافة أن تدركه الرحمة ." (١) 

يقوم هنا الملاك جبريل بمنع وصول شهادة فرعون الى الله مع العلم إن محمداً يقول بأن الأعمال بالنيات وإن الله يعلم "السرّ وأخفى" فما جدوى تكميم الأفواه إذا كان الله يعلم ما في الصدور ؟..
مع قليل من التحليل نجد هذا الكلام يتوافق مع أو يفسّر أو فلنقل يبرر تفاصيل القرآن...
ففرعون حسب الرواية القرآنية يؤمن خلال غرقه وقبل أن يموت يقول "آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل".. ولكن في موضع آخر يؤكد القرآن دخوله لجهنم :"أدخلوا آل فرعون أشد العذاب" .... فكيف يستقيم الأمر مع هذه التناقضات ؟!
نقول...نعم يستقيم عند ملء الثغرات بأحاديث خرافية مثل المذكور أعلاه....
التفاصيل مغرقة في التخريف والغباء... وتصف أغبى عمل يقوم به ملاك مرسل من الله...
وحتى إذا افترضنا جدوى هذا العمل فلا ينكر أحد إنه عمل شيطاني حقود لأن الملك جبريل يحاول هنا معاندة الله ومنع قضاءه بوضع الوحل في فم الفرعون ...
ولو افترضنا على سبيل المحاججة إن الله لم يرد لفرعون أن ينطق بالشهادة ولذلك سخّر جبريل ليمنعه من نطقها فإننا نكون أمام إله عديم الرحمة لا يريد لمن رأى جبروته وعظمته أن يشهد بها ولا يريد لمن ندم أن ينطق بالإستغفار وهذا منتهى الطغيان وانعدام الرحمة ....
بعبارة أخرى نستطيع القول إن العمل الذي يقوم به جبريل هنا هو منع النطق بالشهادة لكي لا يضطر الله ( مُحرجاً ) لإدخال فرعون الى الجنة ... وكأن الإيمان كلّه عند محمد محصور فقط في النطق بهاتين الكلمتين ... مما يعني تسطيح الإيمان والتعامل معه بطريقة الطلاسم والسحر...
ومثل هذا الموقف الغريب بالمناسبة حدث ما هو أغرب منه مع النبي موسى ....حيث يلطم موسى ملك الموت ليمنعه من قبض روحه رغم إن النبي موسى يعلم إن الملاك ينفذ مهمة الله لا أكثر ولا أقل. ولنا أن نتساءل هنا لماذا لا يجيب هذا النبي الكريم داعي الله مع انه القائل عند دخوله إلى جبل الطور "وعجلت إليك ربي لترضى"....
نص الحديث :
" جاء ملك الموت إلى موسى فقال: أجب ربك.فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها، فرجع الملك إلى الله عز وجل فقال: إنك بعثتني إلى عبد لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني، قال: فرد الله عينه وقال: ارجع إلى عبدي وقيل له: الحياة تريد ؟! ؛ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور، في دارت يدك من شعرة فإنك تعيش لها سنة، قال: ثم ماذا ؟ قال: الموت. قال: فالآن يا رب من قريب". ( متفق عليه ) (٢)

ويمكن بتحليل بسيط لهذا الموقف فهم نفسية محمد ومشاعره الحقيقية تجاه موسى، فإظهاره بشكل من يصفع الملك يدل على كره هذا النبي العظيم للموت ، مع العلم إنّ كراهية الموت أمر مذموم عند محمد ولطالما عيّر بها اليهود حيث خاطبهم في القرآن متحدّياً :"فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ، ولن يتمنوه أبدا بما قدّمت أيديهم والله عليمٌ بالظالمين"، بخلاف موقف فرعون السالف الذكر الذي يدل على الإعتذار له من حيث إنّه تاب وعرف ربّه قبل موته ، وبالرغم إنّ الملاك كان له بالمرصاد نستطيع القول إنّ الأعمال بالنيّات كما يقول محمد في الحديث المشهور عنه ، والمانع الفيزيائي المتمثّل في الوحل لا يلغي رغبته الحقيقية في النطق بالشهادة، وبالتالي فإن الصورة تمثّل تعاطفاً خفيّاً من محمد مع هذا الفرعون وبالمقابل كرهاً خفيّاً للنبي موسى.
وبالتالي فإن جوهر الموقفين يوحي بأن فرعون هو موسى وموسى هو الفرعون في العقل الباطن لمحمد ؟!
ومواقف محمد تجاه اليهود تفسّر هذا الحقد، حيث نستطيع القول إنّه ردّ على خذلان اليهود له وعدم إيمانهم به بتشويه خفي لنبيهم موسى وذلك بصورة لاواعية ثم بتلميع صورة عدوّهم فرعون. وبالرغم من إنّ محمد كان يجامل اليهود ظاهريّاً ويدّعي إنه أقرب الأنبياء شبهاً بموسى فإنّه كان يحنق على اليهود ويكتم ذلك وإذا أراد تفريغ شحنته الحاقدة تلك فيهم فإنه يحيلها إلى الوحي الإلهي، فالله يخبره بمؤمراتهم، والله كذلك يحكم بإبادتهم من فوق سبع سماوات وما على النبي وصحابته إلا التنفيذ.
ويجعلنا هذا نتسائل عن كلّ صور التكريم المزيّفة وعن جدوى تخصيص جزء كبير من القصص القرآني لليهود وأنبيائهم ؟! ألم يعلم ربّ محمد مسبقاً إنّ كل مجاملاته لهم لن تفيد في جعلهم يعترفون به نبياً !! ...


__________________________________________________

1- أخرجه الطيالسي في " مسنده " (٢٦١٨) : وأخرجه الترمذي (٣١٠٧) والحاكم (٢ / ٣٤٠، ٤ / ٢٤٩) وأحمد (١ / ٢٤٠، ٣٤٠) وابن جرير (١٧٨٥٩) . السلسلة الصحيحة للألباني رقم ٢٠١٥
2 - ذكر الألباني هذا الحديث في السلسلة الصحيحة تحت رقم ٣٢٧٩ وجمع ألفاظه والزيادات التي وقعت فيه، وساقها سياقاً واحداً ؛ ورغم إن الحديث يبدو موقوفاً على أبي هريرة فإن العبارة الأخيرة تدلّ على إنه مرفوع إلى محمد ، أي إنه يرجع إلى محمد ككل الأحاديث الصحيحة المروية عنه.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق