الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

جذور العنجهية في الإسلام .. عمر أنموذجاً


إذا ذكرت العنجهية فالمسلم أصدق من يمثلها ... سواءاً كان حاكماً أو زعيم قبيلةٍ أو ربّ أسرة ... وإذا أخذنا في اعتبارنا أن الإسلام دينٌ أرضي ابتكره راعٍ بدويٍ لا يملكُ من المؤهلات إلا التعامل مع الحيوانات .. فإن الدين اصطبغ بهذه الرؤية بوضوح .. ومحمدٌ كان يَعْلمُ إن أفضل من يخدم دينه العنجهيون الذين يعاملون الناس كالدوابّ ... لذلك كان يتمنى إسلام أحد العمرين .. عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ... وكلاهما عرف بالتكبر والعنجهية ولم يملكا أي صفة روحية أو علمية تؤهلهما للإيمان بدينٍ سماوي... وذلك يعطيك فكرةً عما هو الدين الذي يرغب محمد في نشره بين الناس... إنه دين التسلط والإذلال والإخضاع بالقوة.
وأكبر شخصية في الإسلام مثّلت هذا التوجه هي شخصية عمر بن الخطاب فإذا ذُكِرت العنجهية فعمرٌ أستاذها و معلمها الأول ...
إن خُلق العنجهية هو أكثر صفة تمثل المسلم أصدقَ تمثيل ..  فالرغبة في إذلال الغير والدوس على رقابهم صفة ممدوحة غير مذمومة لديهم.. وتلاحظ إن بعض زعماء العرب وصلوا إلى مرحلة التعظيم عن طريق اتصافهم بهذا الخلق ...
فما هو المقنع في شخصية صدام -مثلاً- لكي يصبح أيقونةً في العالم الإسلامي رغم جرائمه التي طالما كان يئن منها شعب العراق ؟!..
لو تمعنّا جيداً في صورته وهو يمارس قمع المتمردين بيده .. وكلماته في حزب البعث وهو يقول لهم إن من يكون بعثياً تكون له حصانة كحصانة عمر بن الخطاب ... وهذا يدل على إنه بصورة لاواعية يتمثل شخصية العنجهي الأول في الإسلام..
فماذا كانت شخصية عمر ؟! ... وكيف كان يعامل الصحابة ؟! .. قد نقول إنه يقمع المتكبرين ويتواضع للمساكين كما تقول الأكاذيب !!.. حسناً فكيف كان يعامل العبيد إذاً ؟! ... بل كيف كان يعامل النساء ؟!... هل كان عمر عفيفاً أم إنه كان "نسونجياً" من الطراز الأول .. بل ربما ....(نقول ربما)... كان شاذاً جنسياً ؟!
لن أسرف في إيراد الأدلة .. فقوقل يعفيني من ذكر المصادر .. وللعلم فإن أكثر من تجدون عنده نقداً وافياً وتحليلاً دقيقاً هم علماء وبُحّاث الشيعة ..ومن المضحك أن ترى دفاع السنة عن (مفتريات الشيعة) المسيئة في حق هذا الرجل :-
فعمر لم يكن أسمراً كما يدّعي الشيعة بل كان أبيضاً ولكن لونه تحول الى السمرة نظراً لتناوله الزيت وتعرضه للشمس........الخ
أمر مضحك ودفاع مثير للسخرية!!!
على كل حال فإن عمر كما يبدو من المراجع كان أسمراً وأحولاً وأصلعاً بالغاً في الطول .. بل مخيفاً مرعباً كما يقول بعض شيوخ السنة عندما يرغبون في إظهاره بهذا الشكل ..ولا حاجة لمناقشة هذه الإدّعاءات لإن دواعي الكذب فيها غير متوفرة .. فالمسلمون الأوائل لم يكونوا يعيبون الرجل بشكله كائناً ما كان ..
يبدو مع ذلك إن هذا الأمر سبب لعمر نقصاً في تعامله مع النساء وكان يعوضه بتكلف الشدة ومعاملة المرأة باحتقار ..ويمكنك من خلال القصص المروية عنه استشفاف هذه الحقيقة .. فالنساء لم يرغبن فيه وكن يتزوجنه مرغمات كما يبدو من قصته مع عاتكة وأم كلثوم .. فالأولى كانت أرملة عبدالله بن أبي بكر.. ورآها صدفةً عند ابنته حفصة فأعجبته فخطبها فَقَالَت : إن عَبْد اللَّه بْن أبي بكر جعل لي جعلاً على أن لا أتزوج بعده ، فَقَالَت ذلك حفصة لعمر ، فَقَالَ لها عُمَر : مُريها فلتردّي ذلك على ورثته وتزوجي ، قَالَ : فذكرت ذلك لها حفصة ، فَقَالَت لها عاتكة أنا أشترط عَلَيْهِ ثلاثا : ألا يضربني ، ولا يمنعني من الحق ولا يمنعني عَنِ الصلاة في مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشاء الآخرة ، فَقَالَتْ حفصة لعمر ذلك ، فتزوجها .. فالمرأة فعلت كل ما يلزم على ما يبدو لتنفيره منها..ومع ذلك فإنه فرضَ نفسهُ عليها فرضاً .. ونفس القصة حدثت مع أم كلثوم بنت أبي بكر غير إنها أفلحت في الإفلات منه بمكرٍ وذكاءٍ من أختها عائشة ..
قد تمثل قصةٌ كهذه جانباً واحداً فقط وهو نفور النساء منه لكن القصة الثانية في قمة الشناعة ... وهي قصة زواجه من أم كلثوم وأقول في قمة الشناعة لأنها كانت طفلةً صغيرة وأصرّ على الزواج منها رغم رفض والدها علي بن أبي طالب .... ورغبة عمر في إذلال بني هاشم واضحة جداً في سياق القصة .. ومختصر القصة كالتالي :
"خطب عمر إلى علي ابنته فقال إنها صغيرة ..فقيل لعمر: إنما يريد بذلك منعها ..قال : فكلّمه.. فقال علي: أبعث بها إليك فإن رضيت فهي امرأتك ..قال فبعث بها إليه ..قال فذهب عمر فكشف عن ساقها.. فقالت أرسل فلولا أنك أمير المؤمنين لصككت عنقك" .....



 وهناك تفاصيل غائبة في هذه القصة المختصرة تذكرها روايات أخرى ..منها وصفها بأنها كانت صغيرة تلعب مع الجواري  - لاحظ الشبه مع قصة عائشة!!- وأن عمر هدد عمها العباس تهديداً صبيانياً يدل على ولعه المفرط وشعوره بالنقص ..حيث قال:" خطبت إلى ابن أخيك فردّني ، أما والله لأعوّرن زمزم ، ولا أدع لكم مكرمة إلاّ هدمتها ، ولأقيمنّ عليه شاهدين بأنّه سرق ولأقطعنّ يمينه " ..
ورواية أخرى تذكر أن علي زيّنها له قبل أن يبعثها -انظروا الدياثة!!- وإن عمر لما رآها قام إليها (فأخذ بساقها) وقال : "قولي لأبيك قد رضيت قد رضيت قد رضيت".. فلما جاءت الجارية إلى أبيها قال لها: "ما قال لك أمير المؤمنين؟!" ..قالت: "دعاني (وقبلني) فلما قمت اخذ بساقي وقال قولي لأبيك قد رضيت"... فأنكحها إياه فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب فعاش حتى كان رجلاً ثم مات ....
وهذه الرواية ذكرها الخطيب والذهبي وسكت عنها ..... وعالمين مثلهما لا يسكتان عن روايةٍ مسيئةٍ بهذا الشكل إلا وهي صحيحة الإسناد .. ودعك من رواية أخرى تقول إن والدها الديوث بعثها ببُردٍ  إلى عمر قائلاً لها قولي له: "هذا البُرد الذي قلت لك " .. .. ( انظر بالله عليك كيف يغش ابنته.. ذلك الذي ينسب إليه شيعته الشجاعة والإقدام.. انظر كيف يقدم ابنته الصغيرة على طبقٍ من ذهب لينيكها ذلك الوحش المفترس بدون شفقةٍ ولا رحمة.. ) ...
فيقول عمر :"قد رضيت" ثم يضع يده على ساقها فيكشفها .. فترد عليه :" لولا أنّك أميرالمؤمنين لكسّرت أنفك "..  ثم ترجع شاكيةً لهذا الأب الديوث الخانع الجبان قائلةً: "بعثتني إلى شيخ سوء" ..فيقول الديوث الجبان: " يا بنية إنّه زوجك" ..وهذه رواية ابن عبدالبر وابن حجر ... ولا أظن مسلماً يطعن في علمهما ..وهكذا كل رواية تزيد تفصيلاً ممتعاً في هذه القصة التي تمثّل الشيخ المراهق المتصابي والطريقة المذلة التي عامل بها بني هاشم ... 
وهناك قصص كثيرة تنبئ عن غيرته النابعة من مركب النقص لديه .. منها قصة نفيه للفتى الوسيم "نصر بن حجاج" الذي فتن النساء بجماله .. وذلك بعد محاولات لتشويه جماله بحلق شعره .. وهذا إذا تمعّنا فيه كتصرف غير لائق لرئيس أعلى سلطة في الدولة الإسلامية .. مما ينبئ عن فراغه وعبثيته .. و كذلك عقدة النقص التي يعانيها هذا الرئيس المكروه من جنس النساء تجاه شاب وسيم ترغبه كل النساء.. وفي نفس السياق غيرته من خالد بن الوليد "دون جوان العرب" رغم القرابة التي كانت بينهما .. إلى درجة أنه عزله وهو في أوج انتصاراته ..
وتبد شهوانية عمر الواضحة في كثرة احتلامه ... حيث يروي سليمان بن يسار أن عمر بن الخطاب صلى بالناس الصبح ثم غدا إلى أرضه بالجُرُف فوجد في ثوبه احتلاماً .. فقال: إنّا لمّا أَصَبْنا الوَدَك لانت العروق. ( وفي رواية لقد ابتليت بالإحتلام منذ وليت أمر الناس ) ..فاغتسل وغسل الإحتلام من ثوبه، وعاد لصلاته.... وهذه القصة تصور لك طفلاً ينجّس نفسه ويصلي بالنجاسة وهو يظن نفسه طاهراً ...فمثل هذا كيف يصلح للإمامة!؟ ...ولاحظ إنه يعترف بكثرة الإحتلام  وينسبه لكثرة أكله اللحم .... حيث كان يقول : إياكم واللحم فإن له ضراوةً كضراوة الخمر ... ويريد بذلك أن ينسب كثرة خراءه في ملابسه أمام الناس إلى كثرة الدسم وليس لشهوانيته المفرطة .... وإذا تتبعت مروياته في كتب السنة تجد أكثر من ثلاث احتلامات لأمير المسلمين أمام رعيته وما خفي كان أعظم... وكان يغسل مكان الإحتلام ثم يخرج إلى الناس وعليه أثر الماء بلا حياء ولا وجل .....
وهناك رواية مريبة في هذا الشأن حيث جاء رجل  إلى عمر فقال إنّا نكون بالمكان الشهر والشهرين .. فقال عمر :"أمّا أنا فلم أكن أصلي حتى أجد الماء "..قال فقال عمار :"يا أمير المؤمنين أما تذكر إذ كُنتُ أنا وأنت في الإبل فأصابتنا جنابةٌ فأمّا أنا فتمعّكتُ فأتينا النبي فذكرت ذلك له فقال إنّما كان يكفيك أن تقول هكذا وضرب بيديه إلى الأرض ثم نفخهما ثم مسح بهما وجهه ويديه إلى نصف الذراع "..فقال عمر:" يا عمار اتّقِ الله!!!! " .. فقال:"يا أمير المؤمنين إن شئت والله لم أذكره أبداً!!!"... وهناك علامة استفهام كبيرة عن احتلام الرجلين ... كيف حصل؟ وما هي الظروف والملابسات؟  ولماذا يحذره عمر بهذا الشكل مادام معروفاً بكثرة الإحتلام ولا مشكلة في ذلك ؟
ويمكن فهم ما حدث على ضوء قناعة عمر في التستر بالمعاصي وتشجيعه لها فيروي الحديث إن رجلاً جاء إلى محمد فقال إني عالجت امرأة من أقصى المدينة فأصبت منها ما دون أن أمسها فأنا هذا فأقم علي ما شئت فقال عمر:" (قد ستر الله عليك لو سترت على نفسك )..فلم يرد عليه محمد شيئاً فانطلق الرجل فأتبعه محمد رجلاً فدعاه فتلا عليه " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل " إلى آخر الآية فقال رجل من القوم يا رسول الله أله خاصة أم للناس كافة؟ فقال " للناس كافة "...
لابد إننا انحرفنا عن موضوع العنجهية قليلاً بتركيزنا على هذا الجانب المرَضي في شخصية عمر .. ولكن كشف كافة جوانب الشخصية يوضح كثيراً من الأمور التي تحدث اليوم .. فلاحظ إن هذه التصرفات بعينها كان يفعلها القذافي وأولاده وكذلك أبناء صدام .. ناهيك عن الرؤساء الصغار من كلاب الإستخبارات والأجهزة الأمنية  كصلاح نصر . فشهوانيتهم وإغتصابهم للنساء وأخذهن عنوة كطريقة لإذلال الشعب ..عرف عن القذافي وأبناءه وكذلك أبناء صدام.. وأيضاً لا ننسى  على مر التاريخ الإسلامي إن كثيراً ممن حكموا المسلمين بالقبضة الحديدية كانوا يجعلون "درة عمر" شعاراً لهم  ..  كذريعة يمارسون على منوالها ما يشاءون من كافة أنواع التعذيب لنشطاء الفكر ..
فشخصية عمر الشهوانية والعنجهية والمسرفة في الإذلال أصبحت شخصية نمطية في العالم العربي الإسلامي .. ولذلك تجد بطولة صدام وعنجهيته غطّت سيئاته .. أي أن العنجهية والإذلال في عُرْف المسلم تجعل المرء محل احترام وتغطّي على جوانب فسقه ومخالفته للشريعة ..

لا يمكن الإحاطة بجميع النصوص الدالة على سوء خلق هذه الشخصية وعنجهيتها واحتقارها للإنسان ..  التي تبدأ من وأدِ ابنته قبل إسلامه .. وانعدام الشفقة في ذلك المشهد المتمادي في العنجهية وانعدام الشفقة ... حيث يقول عمر إن ابنته كانت تنفض الغبار عن لحيته ببراءة وهو يدفنها .. وقد يطعن البعض في القصة ولكن الغريب إن الذين يذكرونها لا يرون فيها الجانب المنعدم الإنسانية بل كعادة جاهلية حرّمها الإسلام ...
ثم ضربه لأخته في بيت زوجها حين علم بإسلامهما وتلاحظ خلال القصة تضاؤل شخصية الزوج واحتقاره بعنجهية - مع إنه رجل البيت -  أمام شخصية عمر .. والغريب إن عمر هنا يرقّ ويخشع لكلمات عبثية لا يعلم معناها "طه .. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"... الخ ... فهل كان عمر يفهم معنى كلمة " طه" التي دوخت المفسرين إلى هذا اليوم حتى يرقّ لها بهذا الشكل ويسارع في الإسلام ...
كل هذا قبل إسلامه أما بعد إسلامه فقد تجرأ على معاندة نبيه محمد أكثر من مرة وأساء أدبه بطريقة تجعله لا يراعي حرمة الله ولا نبيه ... ومع ذلك تجد محمداً يبرر أفعاله بطريقة غير منطقية ... وكل هذا للإحتفاظ به كبعبع مخيف لكل من يفكر في التمرد أو معارضة حكومة الرسول ....ومع ذلك فإن قلة احترامه للرسول ظهرت بأجلى صوره بعد وفاة النبي في قصة اقتحامه لبيت فاطمة لإجبار علي ومن معه على مبايعة أبي بكر .... يقول الباحث حسن فرحان المالكي في معرض حديثه عن بيعة عمر :"ولكن حزب علي كان أقل عند بيعة عمر منه عند بيعة أبي بكر الصديق نظراً لتفرقهم الأول عن علي بسبب مداهمة بيت فاطمة في أول عهد أبي بكر وإكراه بعض الصحابة الذين كانوا مع علي على بيعة أبي بكر فكانت لهذه الخصومة والمداهمة (وهي ثابتة بأسانيد صحيحة) ذكرى مؤلمة لا يحبون تكرارها." .. وتفاصيل القصة مختلف فيها بين السنة والشيعة لذا اكتفيت بما ذكره هذا الباحث لتأكيد حدوثها ...وللحديث بقية .....


هناك تعليق واحد:

  1. حديث العمرين مكذوب وقضية زواج عمر من ام كلثوم بنت الامام مكذوبة كذلك لتلميع شخصية عمر لان عمرها انذاك ثلاث سنين تقريبا حسب التحقيق

    ردحذف