الخميس، 10 ديسمبر 2015

معمر القذافي وعلاقته بمحمد الهاشمي


لا أحد من الرؤساء العرب يشبه في شخصيته محمداً أكثر من معمر القذافي ....
كان محمدٌ قبل نبوته راعياً وكذلك كان معمر كما صرح في كتاب "القذافي رسول الصحراء" ... حيث تطرق هو نفسه إلى هذا التشابه في عبارة توحي بادعاء النبوة....
كلاهما ارتبط بالصحراء وكلاهما أخرج كتاباً اعتقد أن فيه خلاص البشرية .... وغيّر القذافي علم الدولة إلى الأخضر لأنه اللون المحبوب لنبيه محمد ...
يعتقد الكثير من الناس إن معمر القذافي كان ألد أعداء الإسلاميين في حين أنه هو نفسه كان إسلامياً متطرفاً ولكن على طريقته ... يؤمن بالقرآن شريعةً للمجتمع ولا يعترف إلا بالسنة العملية ....
يشبه القرآنيين كثيراً في أفكاره حتى اعتقد البعض إنه قرآني .... والقرآن في حد ذاته كافٍ لتكوين شخصية الإرهابي النموذجي .... فكل أوامر القتال والجهاد موجودة في القرآن ... حتى إن الكثير من فقهاء السنة يستعينون بأحاديث الرسول المتضمنة لبعض الرخص والإستثناءات لكي يخففوا من غلواء القرآن وتطرفه ...
وهذا ما يجهله الكثيرون ممن يعتقدون إن جذور التطرف إنما هي في السنة ويتغاضون عن آيات الإخضاع والإذلال والإرهاب وظلم المرأة وتبرير الإسترقاق ... فالأمر بأخذ الجزية من أهل الكتاب "وهم صاغرون" ...في القرآن!! ...و"اقتلوا المشركين كافةً" في القرآن!! ....الخ من أوامر ضرب الرقاب والإثخان في الأرض ....
كان القذافي ينشر كتابه الأخضر في العالم أجمع مؤكداً في خطابات حصرية يعرفها الشعب الليبي أنه يتخذ فكره الأخضر ستاراً لنشر الإسلام .... أي أن تعاليم الكتاب الأخضر مأخوذة من فحوى القرآن ... مع تلميع بعض الجوانب مثل تحريم الخدم وتحريم العمل بالأجرة .....
القذافي سمّى انقلابه "ثورة الفاتح" ... وصارت الكلمة شعاراً معروفاً طوال فترة حكمه.. و طريقة استخدامه للكلمة تُشعرك بمعنىً خفي ... ولعله يقصد التبرك بأحد أسماء نبيه محمد "الفاتح" وهو عكس "الخاتم"  ...
أما في السياسة الداخلية فقد استعان القذافي بخطط محمد في قمع المتمردين والتخلص منهم ... فمحمد كان يرسل لمن يريد أن يغتاله أحد أقاربه حتى لا تطالبه قبيلته بالثأر وكذلك كان يفعل القذافي ... وشرع في ذلك قانوناً سماه "قانون الشرف".... والقذافي استعان بالتحالفات القبلية كما استعان بها محمد .... وأحرق الغابات في شرق البلاد لقمع ثوار درنة تماماً كما فعل قدوته محمد حين حاصر يهود بني النضير في المدينة ...
كان يستعمل كافة السبل الإجرامية التي اتخذها محمد ..وكانت هناك عبارة استخدمها القذافي لملاحقة أعداءه وكانت ثلة من كلاب اللجان الثورية تستخدم نفس العبارة ..
" سنلاحقكم حتى لو تعلقتم بأستار الكعبة" ...
وفعلاً نفّذ عملاء القذافي جريمة شنيعة بأحد الحجاج الليبيين "المبروك المدهون" أثناء حجه بمكة ...
وهذا بالضبط ما قاله متبوعه الهالك محمد ... حيث أمر بملاحقة من هجوه وشتموه وقتلهم حتى لو كانوا متعلقين بأستار الكعبة ....
واستدل القذافي بالآيات التي تتحدث عن المنافقين في حربه ضد الرجعية ... وبالآيات التي تتحدث عن تكديس الثروات في حربه ضد الرأسماليين...
هذا بالإضافة الى إدعائه الوحي في أكثر من مناسبة ...
هذا إذا أضفنا الشكوك حول أصله وظروف نشأته المبكرة ... التي شارك فيها متبوعه محمداً ....
ادّعى في بداية حكمه الشرف والنزاهة ثم في نهاية حياته ورط نفسه في علاقات جنسية معروفة ... وكانت عواهر اللجان الثورية اللاتي كرّسن أنفسهن لخدمة الثورة يقدّمن أجسادهن إرضاءاً لنزواته كما حدث مع متبوعه الشهواني محمد ... حتى إن القرآن سجّل ذلك في أوامره الأزلية المقدسة: " وإن امرأةٌ وهبت نفسها للنبي..."الخ....
معمر كان يجمع حوله أتباعه في باب العزيزية كما كان يفعل محمد في المسجد النبوي ... حيث يجمع الأنصار المقربين وحجرات نسائه .... ومعمر كان يتلقّى المبايعات من القبائل بنفس الطريقة التي فعلها محمد ....
ومارس القذافي في بداية حياته غزوات ضد الصليبيين الكفار كما كان ينعتهم ... ففجر طائرة لوكربي وملاهي ونفذ اغتيالات ضد من شتموه وكتبوا فيه قصائد الهجاء ... تماماً كما فعل محمد وكان يتخذ من أفعال محمد في سيرته النتنة قدوةً رغم ادعائه أنه لا يؤمن إلا بالقرآن والسنة العملية ...
كانت في القذافي كل صفات العنجهية والتكبّر والإذلال منذ حياته المبكرة رغم أنه حسب ما ذكر أصدقاؤه المقربون كان تقياً إلى درجة أنه عُرف باسم الفقي (أي الفقيه)... ومع ذلك ذُكر في أول حياته العسكرية أنه أمر جنوده بالمشي فوق أحد الجنود الذين تحت إمرته ودوسه بالأقدام ... ولا تناقض بين الإثنين في عُرف المسلمين لإن الإسلام دين العنف والإذلال والعنجهية وكلما ازددت فيه فقهاً ازددت ظلماً وعنجهيةً وجهلاً ....
الذين لم يعرفوا القذافي حق المعرفة يظنونه علمانياً أو ثورياً يتشبه بجيفارا ... ولكنه في الحقيقة كان مثالاً للدكتاتورية والتسلط والعمالة ... إلى درجة أنه عرض على أمريكا في لقاءٍ سجلته إحدى إذاعاتها المحلية أن يكون عميلها قي الشرق الأوسط بدلاً من السعودية.... بهذا اللفظ وبكل وقاحة وبرود ولحسن الحظ إن اللقاء تم التعتيم عليه...
أراد بناءاً على الخضوعية الإسلامية المعهودة أن يبيع نفسه لأمريكا كما تفعل السعودية لكن أمريكا رفضت ... لم يفعل ذلك محمداً لكنه غرس فيهم ازدواجية العنجهية مع الضعفاء والخضوعية مع الأقوياء حتى وجدت هذه الفضائل النبوية طريقها في سلوك أتباعه لاشعورياً ...
محمد كان يتقن سلوك دورين ... الأول: دور الخضوع في مكة .... حيث كان كفار قريش يضعون على ظهره أمعاء الإبل وهو ساجد فلا يرفعها عن نفسه حتى تأتي ابنته الصغيرة ذات العشرة أعوام لترفعها عنه وتسب الكفار الساخرين وتشتمهم بالنيابة عن أبوها الخانع الذليل .... ثم يهاجر إلى المدينة ليمارس دوراً مناقضاً تماماً ... يستعين فيه بالسيف والإخضاع بالقوة ويتخذ الجواسيس ... ويقسّم المجتمع إلى مؤمنين ومنافقين فيحدث شرخاً اجتماعياً في ذلك المجتمع البسيط حتى يتقدم إليه الإبن عارضاً عليه أن يتولى قتل أبيه المنافق...
استعمل القذافي هذه التكتيكات ونجح فيها أيّما نجاح .... فالمؤمنون يسميهم ثوريين .... والمنافقون هم الرجعيون ... واستعان بمافيات متعددة من اللجان الثورية إلى جواسيس الأمن الداخلي والخارجي والمخابرات حتى كاد الشعب كله أن يتحوّل إلى كلاب مسعورة لحماية القائد الأوحد ...
وكما كان الرسول المصدر الوحيد لجميع ما يحتاجه المسلم من فقه وطبٍ وعلمِ فلك وجغرافيا وجيولوجيا ... كذلك القذافي تكلّم في كل شيء وحشر رأسه في جميع التخصصات ...  التعليم والأوقاف والمقاولات والزراعة .. وطرق الأكل واللباس ...حتى إنه ابتكر موضات في اللباس متعارفٌ عليها عند لجانه الثورية ....
وأخيراً .. يكفي هذا التشابه الذي يسترعي الإنتباه في الإسم "مُعَمَّر و مُحَمَّد" ... علماً بأن معنى كلمة مُعَمّر في اللهجة الليبية مُعيب جداً لأن مصدره فعل "عمّرِ" بمعنى "ناك  أو نكح"...  فالمعمر هو "المنيوك" ... عافانا الله وإياكم ...واعذرونا لبذاءة الألفاظ الغير مقصودة ... إنما القصد هو توجيه إلإنتباه إلى بعض التفاصيل التي قد يكون لها دور في فهم بعض الطلاسم السياسية في فترة حكم القذافي .. وجذورها في الدين والتاريخ ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق