الخميس، 24 ديسمبر 2015

الإنسان ابن الله



تفكرت في بنوة يسوع لله ؟!
وتساءلت ... يقولون إن ليسوع أب هو الله ... وأم هي مريم ... هكذا يقولون ! .. لكن كيف يستوعب إنسان أن يكون الأب والأم ليسا من طينة واحدة بل أحدهما بشر مخلوق من طين والآخر إله منزهٌ عن المادة ؟!
سؤال خطر على بالي ... وتمعنت فيه فوجدت الإجابة في مفهوم يسوع كنموذج للإنسانية جمعاء في صلتها بالله ! ... ووجدت إن مريم هي نموذج من الأرض ... فأم البشر هي الأرض وهي الرحم التي ولدتهم لأن مادة أجسادهم منها ... أما أبو البشر فهو الله و بنزول آدم إلى هذا الكوكب صار للبشر مكانٌ عليه ... ومن قال إن البشر لم ينزلوا من السماء بل تكونوا من طينة الأرض بالتطور الطبيعي فهو يناقض هذه الصورة التي خلق الله بواسطتها الإنسان .... بنزول الحيوان المنوي على البويضة كما نزل آدم على الأرض ... ورغم إن الجسد بمادته تكون من مادة البويضة وتغذّى من الأم ... فإن صفات الإنسان أخذت من الإثنين .... الأب والأم ... وجاء المسيح ليحقق هذه الثنائية في الإنسان من بين كل الكائنات الحية الساكنة في الأرض ... فهذه المخلوقات مهما تطورت لن تصل لمكانة الإنسان لأن أصله سماوي وأرضي ...
لذا فإن حقيقة المسيح من حقيقة الإنسان .... ومن يبخس من حقيقة ألوهية المسيح فهو يبخس من قيمة الإنسان ويساويه في أرضيته بالحيوان ...
إن ألوهية المسيح عقيدة مؤسسة لعلاقة لا تنقطع بين السماء والأرض ... بين الله والإنسان ... وتجعل للوجود الإنساني على هذا الكوكب الضئيل معنىً روحي .... في حين أن كل الأدعياء الذين ظهروا لم يفلحوا في إعطاء هذا المعنى وكانت عقائدهم كفقاعات سرعان ما يثبت تهافتها ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق