الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

الهمّ الإنساني





تخيل ..
مدينة كمدينة القاهرة.... شاسعة ممتدة الأطراف  ... تبنيها حكومة قديرة حكيمة ....  وتستغرق في بناءها دهورا ... وتستهلك فيها أعمار البشر ....
تخيل ...
إنه بعد اكتمال بناءها يأتي إليك أحد المعاتيه ... من أدعياء العلم ليقول لك .... أتعلم لم بنينا هذه المدينة ؟....
فتجيبه بكل سذاجه : وكيف لي أن أعرف ...
فيقول لك : إذا كان يهمك أن تعرف فاتبعني لأدلك على الجواب !!
ورغم إن الجواب لا يهمك فإنك تتبعه ليتجه بك إلى حفرة صغيرة في زقاق ضيق حقير ...ليخرج منه نملة صغيرة حقيرة ...ثم يقول لك متفذلكا :- من أجل هذه النملة الحقيرة بنينا هذه المدينة الشاسعة !!
 ولو امتلكت بعض الشجاعة الأدبية فإنك ستقول له : ....
بربك هل هناك مخلوق على سطح الارض يصدق هذا ؟  ....
وفعلا من يصدق هذا ومع ذلك أراهن عندها إنه سيتهمك بالكفر والجهل والجنون....
هذا هو حال من يقولون بأن الله قد خلق هذا الكون الشاسع الفخم من أجل مخلوق لا يساوي في حجمه أمام الكون حجم تلك النملة الصغيرة مقابل مدينة ضخمة كالقاهرة ..
والأدهى من ذلك كله من يقولون إن الكون كله والجنة والنار خلقت من أجل محمد أو خلقت من نور محمد ...الخ
بحساب تقريبي لكل ما في الكون من مجرات في الحدود التي رصدها الإنسان يعطينا نتيجة مفادها وجود ملايين الكواكب المأهولة في الكون ... وفيها بشر مثلنا بل قد تجد من هم أكثر تطورا منا بل قد يكون تجاوزنا بألوف السنين ...هذا اذا لم يتطوروا لأشكال أخرى لم نصل نحن إليها بعد ... وربما نكون نحن بحضاراتنا وأدياننا وعلومنا في قمة التخلف بل كالقرود أمامهم ....
ففترة الديانات السماوية التي نعيشها لم تتجاوز الثلاثة آلاف من السنين والتي هي لا شئ بالمقياس الكوني ... بل لا تشكل ثوان معدودة أمام عمر الأرض الذي تجاوز الأربعة ملايين ...
إذا أخذنا كل هذا في اعتبارنا فإننا نتوقع أن كل الديانات وأنبيائها من محمد وبوذا وعيسى وموسى سيتجاوزهم الزمن وسيكونون نسيا منسيا بعد فترة مماثلة إذا قدر للجنس البشري أن يعيش هذه الفترة ... وبقاءنا الى ذلك الزمن يتطلب أن نتجاوز هذه الأديان ونحمل هم الأرض كبيت وحيد الإنسان ...
ولو تجاوزنا في ثقافتنا وتعليمنا للنشء الأفكار الزمنية المؤقتة الى فكر كوني يعطي الإنسان حجمه الحقيقي... ويجعل همه المشاكل الحقيقية التي تواجه كوكبنا .... لوفرنا كثيرا من النزاعات والمفاهيم المغلوطة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق