الخميس، 31 ديسمبر 2015

مأساة ابن صياد


مأساة ابن صياد هي مأساة الطفل المشوه .. الذي ذاق مرارة العذاب النفسي والظلم الإجتماعي نتيجة أوهام محمد ... ولد مشوهاً في خلقته وذلك لم يكن ذنبه  ... ثم أتى التشويه الإجتماعي الأقسى في تاريخ البشرية...

تخيل طفلاً يحمل هم ملاحقة العالم الإسلامي له وإلصاق أكبر تهمة يمكن أن تُوجّه لشخصٍ ضعيف لا حول له ولا قوة ...


وللأسف مع كل أكاذيب محمد لم تتحقق فيه نبوءة واحدة من نبؤاته التي ادعاها فيه ... 


في مسند أحمد عن أبي سعيدٍ الخدري قال :  أقبلنا في جيشٍ من المدينة قبل هذا المشرق ....

قال فكان في الجيش عبد الله بن صيادٍ وكان لا يسايره أحدٌ  ...ولا يرافقه ولا يؤاكله ولا يشاربه ويسمونه الدجال.. 
فبينا أنا ذات يومٍ نازلٌ في منزلٍ لي إذ رآني عبد الله بن صيادٍ جالسًا ...فجاء حتى جلس إلي فقال : 

"يا أبا سعيدٍ ألا ترى إلى ما يصنع الناس ..
لا يسايرني أحدٌ ولا يرافقني أحدٌ ولا يشاربني أحدٌ ولا يؤاكلني أحدٌ ..
ويدعوني الدجال .... 
وقد علمت أنت يا أبا سعيدٍ أن رسول الله قال إن الدجال لا يدخل المدينة ... وإني ولدت بالمدينة..
 وقد سمعت رسول الله  يقول إن الدجال لا يولد له ..وقد ولد لي ...
فوالله لقد هممت مما يصنع بي هؤلاء الناس أن آخذ حبلًا فأخلو فأجعله في عنقي فأختنق فأستريح من هؤلاء الناس..
 والله ما أنا بالدجال ..ولكن والله لو شئت لأخبرتك باسمه واسم أبيه واسم أمه واسم القرية التي يخرج منها" ....

قال محقق الحديث شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة فمن رجال مسلم....
 
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا إنا لحالك محزونون يابن صياد  ..

الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

المثلية الجنسية بلغة القرآن


من أكبر عيوب الإسلام هو ارتباطه باللغة العربية ، حتى إن الرسول ادّعى إن بلاغة القرآن هي معجزته الوحيدة ، وبالتالي فإن أي شخص غير متمكن من هذه اللغة يكون بالضرورة غير قادر على إدراك هذه المعجزة ، ومع ذلك فإن الإسلام بعالميته المفترضة يفرض على أتباعه من جميع الشعوب استعمال ألفاظ اللغة العربية وقراءة الفاتحة في الصلاة باللغة العربية، وعلى الأقل ومهما قدّم المسلمون من تبريرات فإن القرآن المترجم لا يعتبر قرآناً بل يُعامل معاملة التفاسير، ويبقى المسلمون من غير العرب غير قادرين على الفهم الكامل للقرآن ، بينما يحتكر المسلم العربي صياغة الفكر الإسلامي وفهمه كما يشاء ، ويصبح العالم العربي بتخلفه مصدراً للفتاوى والأفكار بطابعها البدوي والمحلي والمتخلف ....
المشكلة هنا إن تقديس القرآن انسحب إلى اللغة العربية في حد ذاتها فأصبحت محل تقديسٍ وإجلال مهما كان الموضوع المكتوب بها ... ففي لقاء أجرته قناة الحياة مع فقيه مسلم أمريكي مؤيد للمثلية الجنسية نراه يستدل بكتاب ألف ليلة وليلة على وجود المثلية الجنسية ، ورغم إنه تدارك الأمر مدّعياً بأن الموضوع هو موضوع سياق فإنه كما كان واضحاً من الحوار وقع في التباس ناشيء من تأثّره بالثقافة العربية بكافة مكوناتها ويخلط بينها وبين مصادر الإسلام ، فكتاب الأغاني مثلاً كان أكثر تعبيراً عن السياق والجو الذي كان يعيشه المسلمون حقاً .... ورغم إن الروايات فيه مسوقة بالأسانيد فإن روايات الكتاب لم تحظَ بالإعتماد من الفقهاء حتى في جزئيات فقهية بسيطة ....
فقهاء اليوم أصبحوا يشككون في قدسية البخاري الذي هو أكثر الكتب تقديساً بعد القرآن ، ومع ذلك فإن المسلمين في جميع أنحاء العالم مازالوا في غيبوبتهم في هذا المجال ويظنون إن كل ما يصدر عن المسلمين الأوائل في القرون الأولى مقدساً، فالكذب والإفتراء ونشر الفحش مواضيع لكثير من الكتب العربية سواءاً كنا نتحدث عن عصور متأخرة أو متقدمة أو حتى عن القرآن نفسه ... ولو تحرّينا واستقصينا جميع كتب التراث الإسلامي لوجدناها غير جديرة بالإعتماد من الناحية الأخلاقية ومن ناحية صحة ما ترويه .....
يمكنك أن تجد نصوصاً في غاية الفحش لكبار مؤلفي الإسلام ككتاب "نواضر الأيك في معرفة النيك" للسيوطي ، وكتاب "نزهة الألباب في ما لا يوجد في كتاب" للتيفاشي، وكتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين" لابن القيم ، وحتى في كتابه "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" يتناول ابن القيم موضوع المثلية بنوع من اللين وكأنه يؤكّد أنها موضوع نقاش وجدال والأدلة فيه تستحق الرد ويذكرها بإسهاب ممل ، وكذلك ابن الحزم في كتابه طوق الحمامة نجده يتناول موضوع المثلية الجنسية بطريقة فيها نوع من التساهل وتقبّل للأمر، بل إنه يذكر قصصاً للعشاق المثليين بشكل يستدرّ العواطف...
أي أن سياق الحضارة الإسلامية على امتداد تاريخها لم يكن بالصورة التي يصورها بها فقهاء اليوم ، وكذلك كتب التراث الإسلامي حوت من الفساد ما لا يتصوّره عقل، من كتب السحر والشعوذة التي كتبها متصوفة وفقهاء معروفون بالتقوى والزهد إلى كتب الجنس وكيفية التغرير (بالفتيان) والفتيات كما في كتاب التيفاشي إلى كتب الحيل الفقهية التي تعبّر عن انعدام ضمير الفقهاء .... وكتب أخرى تبرّر للسلاطين استبدادهم وظلمهم وممارسة القتل باسم الدين ...
وحتى في عصوره المبكرة جداً نجد في الموطأ الذي ألفه مالك بطلب من الخليفة مادةً عن فقه الإستعباد وتفاصيل معاملة العبيد تستهلك جزءاً كبيراً من محتواه .... وهذا يدل على مدى اهتمام السلف بتجارة العبيد وما يتعلق بها ويجعلها من صميم الدين ...
ما أردت أن أقوله إن المسلمين من غير العرب استقبلوا الإسلام كما هو ولم يعيدوا صياغته، واكتفوا بالتقديس والإجلال للقرآن واللغة العربية وكأنهما كانا يمثلان صورة طاهرة لا شوائب فيها، وإشارة الإمام الأمريكي الى قصص ألف ليلة وليلة لوضع المثلية الجنسية في سياقها الصحيح فيه من الوهم ما فيه، رغم إن الفكرة موجودة أصلاً في كتب أكثر وثوقيةً، كتعبير عن الواقع من جهة ومن جهة أخرى فإن الإمعان في التعبير عن الشهوانية وإتحاف القراء بغرائب الأمور فيها كان كما يبدو أمراً مألوفاً من الفقهاء، وإن كان يبدو متستراً بستار الوعظ والتحذير في بعض الأحيان.

الأحد، 27 ديسمبر 2015

أعداء الحق والخير والجمال


أعداء "الحق - الخير- الجمال"
الداعين الى القبضة الحديدية وتحكيم مبدأ القوة بديلا لمبدأ الحق ...
هؤلاء هم أعداء مبدأ "الحق"...
الداعين الى إفساد الدين والضمائر .. وتشجيع مجتمع الوشاية والغدر ...
هؤلاء هم أعداء مبدأ "الخير" ...
أما الداعين الى تجريد الإنسان من حقه في الرفاهية  والتمتع بمباهج الحياة ...عبر إجراءات التقشف كما فعلت الدول الإشتراكية في حربها على الطبقة البرجوازية ...
فهؤلاء هم أعداء مبدأ "الجمال"....
القذافي فعل كل هذا عبر حكم شمولي عسكري اشتراكي قومي ..... وكل واحد من هذه المبادئ الشوفينية والمعادية لحقوق الإنسان وكرامته له دور في قمع مبادئ "الحق-الخير-الجمال"...
هذه القيم الثلاث كافية للحكم على أي حضارة أو دين أو دولة ... وهي المقاييس والمعايير للمستوى الحقيقي للسعادة الإنسانية وللأهداف السامية للحضارات البشرية ...
ولا يدرك هذا إلا من عاش في حكم نظام كنظام القذافي ... ويدرك هذا بصورة طبيعية كلما كان بعيداً عن التماهي في عقلية القطيع ....و كلما كان إنساناً حقيقياً معتدّاً بإنسانيته عقلاً وروحاً كلما كان أقرب الناس إلى إدراك حجم المأساة التي عشناها تحت ظل هذا النظام ... أدرك ذلك المفكرون الأحرار والفلاسفة والفنانون .... أدرك ذلك الصوفيون والمتدينون بعمق ... كما أدرك ذلك الملحدون والمتحررون بعقولهم وطريقة تفكيرهم ... أما العبيد فكانوا مخدرين يعيشون سعادةً وهمية .... وهم اليوم يتباكون عليها بحرقة رجاء أن تعود تلك الكندرة العسكرية الغليظة ضاغطةً على رؤوسهم لتكسر كبرياءهم وتوصل لذة الماسوشية لديهم إلى أقصى حدودها .......

الخميس، 24 ديسمبر 2015

الإنسان ابن الله



تفكرت في بنوة يسوع لله ؟!
وتساءلت ... يقولون إن ليسوع أب هو الله ... وأم هي مريم ... هكذا يقولون ! .. لكن كيف يستوعب إنسان أن يكون الأب والأم ليسا من طينة واحدة بل أحدهما بشر مخلوق من طين والآخر إله منزهٌ عن المادة ؟!
سؤال خطر على بالي ... وتمعنت فيه فوجدت الإجابة في مفهوم يسوع كنموذج للإنسانية جمعاء في صلتها بالله ! ... ووجدت إن مريم هي نموذج من الأرض ... فأم البشر هي الأرض وهي الرحم التي ولدتهم لأن مادة أجسادهم منها ... أما أبو البشر فهو الله و بنزول آدم إلى هذا الكوكب صار للبشر مكانٌ عليه ... ومن قال إن البشر لم ينزلوا من السماء بل تكونوا من طينة الأرض بالتطور الطبيعي فهو يناقض هذه الصورة التي خلق الله بواسطتها الإنسان .... بنزول الحيوان المنوي على البويضة كما نزل آدم على الأرض ... ورغم إن الجسد بمادته تكون من مادة البويضة وتغذّى من الأم ... فإن صفات الإنسان أخذت من الإثنين .... الأب والأم ... وجاء المسيح ليحقق هذه الثنائية في الإنسان من بين كل الكائنات الحية الساكنة في الأرض ... فهذه المخلوقات مهما تطورت لن تصل لمكانة الإنسان لأن أصله سماوي وأرضي ...
لذا فإن حقيقة المسيح من حقيقة الإنسان .... ومن يبخس من حقيقة ألوهية المسيح فهو يبخس من قيمة الإنسان ويساويه في أرضيته بالحيوان ...
إن ألوهية المسيح عقيدة مؤسسة لعلاقة لا تنقطع بين السماء والأرض ... بين الله والإنسان ... وتجعل للوجود الإنساني على هذا الكوكب الضئيل معنىً روحي .... في حين أن كل الأدعياء الذين ظهروا لم يفلحوا في إعطاء هذا المعنى وكانت عقائدهم كفقاعات سرعان ما يثبت تهافتها ...

الأحد، 20 ديسمبر 2015

الملحد العربي والملحد الغربي


العربي عندما يكون ملحدا فعليك أن تحذر منه ... فالثقافة العربية ربطت حسن الخلق و صحوة الضمير بالدين فقط ولا شيء غير الدين .... بحيث إن المرء إذا اعتبر نفسه غير متدين أو إذا اعتبره الناس كذلك فإن هذا يعفيه من جميع ما يمكننا إطلاق علي مسمى الأخلاق .... من صون اللسان من فحش القول ومن الكذب والإستهزاء بعباد الله والأذية لهم والغدر والخيانة والسرقة .... الخ  ..لماذا ؟
لأن هذه الأمور خاصة بالمتدينين .... والمبرر لفعل الإتصاف بالخلق الحسن هو ملذات الجنة فإذا لم تكن هناك جنة فلماذا الطيبة والمعاملة الحسنة ؟ ....
ليس هذا فقط بل إن الأخلاق أصبحت مرتبطة أيضا باللغة العربية الفصحى عند عوام الناس ... اللغة العربية الفصحى كانت ولازالت مرتبطة في أذهان الناس بوجود قيم وأخلاق ... فإذا ألقى أحد كلمة في مجمع من الناس وكانت بالفصحى فلابد أن يكون فحوى الكلام مؤسسا على منظومة أخلاقية صارمة ... وهذا ناتج عن الرقابة الشديدة في المجتمعات المحافظة التي قيدت النشر والطباعة والتأليف وغربلت التراث  المكتوب بالفصحى فلم يصل إلينا منه الهجاء والغزل البذئ ومساوئ الأخلاق ونقد الأديان ....
وبالتالي فإن الرقابة والتوجيه والتدخل الحكومي انتجت حدا فاصلا في المجتمع بين صنفين من الناس ... الصنف الأول المتدين صاحب الخلق الحسن المكتسي بالوقار وثقافته لابد أن تكون عربية فصحى .... الصنف الثاني الغير متدين وعليه أن يعبر عن نفسه بالعامية ولا بأس أن تكون اللغة شوارعية تحمل مصطلحات ترتبط بالهزل والكلام البذيء والشخصية التي لا توحي بالثقة ....
وهذا له عدة تجليات في عادات الناس ... فالناس أصبحوا يعتقدون أن الدعاء والذكر لا يمكن أن يكون بالعامية بل بالفصحى ... وكأن الله لا يفهم غيرها ... وكل من يحمل كتابا فهو مثقف وكل مثقف فهو إنسان فاضل ... ورجل مبادئ وقيم ... وإذا أراد الناس أن يقنعوك بعدم جدوى القيم والمبادئ قالوا لك ... هذا كلام كتب .....
رغم إنك في عالم الكتب المعاصر قد تجد كتبا تعلمك طرق الإحتيال وكتبا تعلمك التغرير بالفتيات وغير ذلك من مساوئ الأخلاق .... فالكتب ليست دائما مرادفة للأخلاق والتدين ...
** الإنسان الغربي عندما يترك دينه ويصبح ملحدا فإنه لا يفعل ذلك لأن الدين يقيده بالأخلاق والإلتزامات والفرائض بل لأن دينه لا يصل الى المستوى الراقي الذي يطمح إليه من القيم والمبادئ.... فالمنظومة العصرية للقيم والأخلاق تقوم على مبادئ حقوق الإنسان وحقوق المرأة بل وحتى حقوق الشاذين جنسيا ... وهذا لا يتوفر في دينه..... فهم عادة لا يتركون الدين ليتحللوا من الأخلاق بل ليكتسبوا أخلاقا وقيما يرونها أرقى ....
أما العرب فيتركون الدين ليمارسوا الرذيلة والغش والخداع ... ولا تجد في الأحزاب الليبرالية والعلمانية إلا الملحدين والناقمين على الدين وكل ما يتحذونه من مواقف إنما هي رد فعل تجاه جزء من المجتمع ممن يعرفون بالإسلاميين أو حتى مسلمين محافظين على دينهم ولا مشروع لهم ....
حتى عند عدم وجود أحزاب فإنك تجد كثيرا من القوى السياسية والأمنية والمخابراتية ناقمة على الدين والمتدينين ويحاربونهم بشتى الطرق ... وللأسف - وهنا مربط الفرس في هذا المقال - فإن هؤلاء لا يحاربون الجانب السلبي في الدين .... أي أنك قد تجد في المجتمع الغربي من يحارب الإسلام بدوافع أخلاقية ... فيحارب في الإسلام مساوئه من بخس لحق المرأة ودموية الحدود الإسلامية وانعدام الحريات .. الخ .... ولكن للأسف فإن القوى السياسية العربية المناوئة للإسلام في بلادنا لا تفعل هذا بل تحارب الجانب الإيجابي وتترجم العلمانية على إنها محاربة أخلاق الشفقة والعفة والحياء والذكر والعبادة والزهد ..... الخ ... ويتعاملون معها كأمراض ينبغي تطهير المجتمع منها ... أما تقييد الدين للحريات فلا يحاربونه لأنهم أشد تقييدا للحريات وانتهاكا لحقوق الإنسان .... وكذلك دموية الحدود الدينية لا يستهدفونها لأنهم أكثر دموية ... وكذلك عقيدة "طاعة ولي الأمر" لا ينبغي أن تحارب رغم تخلفها وعرقلتها لتكون المجتمع الديمقراطي الحر ومؤسسات المجتمع المدني وانفصال السلطات ...
وأيضا فإن الشخصية النمطية للعلماني والليبرالي كانت عموما عبارة عن رد فعل للمتدين ... بشكل سطحي ... بحيث تراه يظهر الفحش وقلة الإحترام والهزلية وكل ما يعبر عن القذارة شكلا ومضمونا .... ليظهر للناس بصورة مخالفة لما عليه المتدين  .... لأن الصورة المتكونة في ذهنه للمتدين تتمثل في الطهارة والجدية والأسلوب الخلقي في الكلام والفعل .... وهذا ما ينبغي أن يحاربه !
أما الغربي فيحارب في الإسلام ما يعتقده صورة الإسلام الحقيقية من صورة نمطية وصلته من الإعلام الزائف .... فيرى المسلم صورة للقذارة والإرهاب والدموية وهو يحارب فيه هذه الصفات ....
أي أننا أخطأنا الطريق نحو الليبرالية و العلمانية ... في حين كان بإمكاننا أن نقدم في تنافسنا مع الإسلاميين صورة مشرقة للوطن المتحضر الذي نرغب في بناءه ...

الخميس، 17 ديسمبر 2015

هذه مخابراتكِ يا برقة !


أسوأ ما في المخابرات الليبية - والمخابرات العربية عموماً - أنها تعامل الشعب كأنه قطيعٌ من الأغنام ..... ولا مشكلة في أن تكون هي تلك الكلاب التي تنبح على الشياه الشاردة لتحافظ على سيرها ضمن القطيع ... ولا أحد منهما يشعر بالعار من هذا الوضع المزري الذي يكون فيه الراعي "القائد الأوحد" هو الإنسان الوحيد .... أما الباقي فبهائمٌ لا تدرك مصلحتها ....
عقلية القطيع تتماشى تماماً مع المنطق القبلي ... وكذلك مع الإسلام ... وكلاهما يناسبان المجتمع الرعوي في ليبيا ... لكن هذا لا يُعطي عذراً للإسلام ولا لهذا المجتمع لأن هناك دولاً متقدمة حضارياً والرعي مهنة رئيسية فيها كاستراليا وأمريكا ولا تجد فيها أثراً لهذه العقلية المتخلفة ...
فمن المتهم إذاً في نقل عقلية الراعي والقطيع إلى مجتمعاتنا العربية إذا لم يكن محمد النبي البدوي الذي صبغ دينه بهذه العقلية ثم طالب العالم بتبنيها كدين رسمي ... وهذا  لو تفحّصناه لوجدناه من أدلّ الدلائل على إنه لم يكن ديناً سماوياً بل أرضيٌ بامتياز .... فالصبغة البدوية المحلية في الإسلام لا تتناسب مع كونه ديناً عالمياً ... بل تتناسب مع إلهٍ محليٍ جداً وأرضيٍ جداً لا يختلف عن اللات والعزّى في قليلٍ أو كثير.
المواطن الليبي متمسّكٌ بدينه وبنظامه القبلي ... ومنضوٍ بخضوع لهذا النظام القبلي المتخلف بصفته الملاذ من الغبن والظلم ... فالقانون وحده لا يكفي لحمايته.... والمخابرات الليبية في حلفها الأبدي مع هذا النظام القبلي تعزّز هذه النظرة وتحاول برمجة عقول الليبيين ليتقبلوا هذا الوضع بدون ترفّع أو تنزّه ..... فالمخابرات تحترم النظام القبلي وتضمن ولاء المنضويين تحته من خلال ولاء الزعماء ... أما الأفراد خارج "المظلة القبلية" فلا ضمان لأمنهم ولا حقوق لهم ... وهم متهمون إلى أن يثبتوا الولاء الكامل لهذا النظام ...
هذا لا يشمل طبعاً الملتزمين بالإسلام عبر الحضور الدائم في المساجد يصلون ويسبحون لإله الإسلام ..... فالإنتماء للمسجد يمثّل القطيع من الدرجة الثانية بعد القطيع من الدرجة الأولى ألا وهو القبيلة ....وتقوم المخابرات والأجهزة السرية للدولة بزرع عملاء سريين في كل مسجد للإحصاء والتصنيف للمصلين .... فلابد من معرفة كافة الميول والإتجاهات الدينية ...
لا يعني ذلك إن المتدينين مستهدفون بل قد يعني - على العكس من ذلك - استعمال الجماعات الدينية في خدمة النظام بشكلٍ أو بآخر وتوظيفهم في ضرب الخصوم والمعارضين ... أو على الأقل التنبؤ بجميع تحركاتهم ومواقفهم من خلال سيرهم في نطاق ضيق وبشكل معروف سلفاً ..... فالمسارات المجهولة خطيرة جداً في هذا المجتمع .... ونظام القطيع هو السائد ومن هو خارج القطيع سيجد كل الأصابع تشير إليه بالإتهام حتى يُفصح عن تبعيته لجماعةٍ أو قبيلة .....
أما كيفية التعامل مع من هم خارج القطيع فلا تحكمها قيود ..... بل لابد أن يشعر هذا الخارج عن القطيع بأنه شيطان رجيم ... أو بعبارة أخرى فإن من تخلى عن الغطاء القبلي لا ينبغي له أن يجد أي ملجأ ...ولا يفلح قانونٌ في حمايته والدفاع عنه .... لأن الدولة في حقيقتها لا تسير وفق القانون ... فالقذافي قوّض سلطة القانون وقوّى الأجهزة الأمنية السرية والعلنية .... في تراجعٍ واضح لمفهوم "الحق والقانون" .. وسيادة واضحة لمنطق "القوة"...
هذه الأجهزة السرية تقوم بكل ما يلزم لسيادة الأمن .... بدون حدود أخلاقية أو قانونية ... بل قد تمارس القمع على من ترى فيهم إمكانية الجنوح للجريمة أو حتى معارضة الدولة ... حتى قبل أن يثبت عليهم نية الشروع في ما يعتقدون أنه جريمة ... وبالتالي فإنك تجد الأجراءات الإستباقية هي أكثر ما يميز الأمن الليبي .....
ومن السمات البارزة في هذه السلطات استخدامها الجيد للموارد البشرية ... حيث إنها رغبةً منها في الإستفادة الكاملة من كافة أطياف المجتمع فإنها لا تفوّت الإستفادة من إجرام وبلطجة بعض الشباب المنحرف ..... فتستخدم المجرمين وتوظفهم حيث يقتضي الأمر ترهيب المجتمع بهم ..... لأن المجتمع الليبي بطبيعته لا يهاب بل لا يحترم الإنسان الملتزم بالأخلاق والقانون .... بقدر احترامه للفاسق والمجرم .... وهذه بعض صفات المسلمين عموماً وتجدها بصورة مركّزة في المجتمع الليبي لعمق التزامه بالإسلام ...
وأيضاً والمهم في هذه النقطة إن توظيف المنحرفين والمجرمين يدل على إن ما يريدون حماية المجتمع منه ليس الجريمة والإنحراف بقدر ما هو مخالفة النظام .... أو أي خروج على نظام الحكم أو إحداث بلبلة في منظومة المجتمع الدينية أو الثقافية ... فالنظام صارم وعلى المواطن أن يتعوذ دائماً من شيطان الحرية والخروج عن المألوف ....
مهمة المخابرات الليبية بالدرجة الأولى أن تحميك من نفسك ..... لأن اعتبارها عدواً للفرد غير وارد ... فالمواطن قد يغتاب رئيس الدولة معبراً عن سخطه من تصرفاته وفي نفس الوقت يكون متعاوناً مع المخابرات .... ويبرر كل هذا التناقض بالأمر الواقع! ...لا مشكلة .. و "اليد التي لا تستطيع قطعها فقبِّلها"   ..كما يقول المتماهين مع عقلية القطيع..
في الواقع فإن الأمن الليبي استخدم المجرمين والبلاطجة ليحمي المجتمع من الجريمة .... بل واستعمل السحرة والمشعوذين ليحمي دين المجتمع من الأفكار الدينية المارقة .... ولم يشعر بالتناقض لأن لا منطق يحكمه ولا عقلانية في تصرفاته سوى منطق القوة وعقلية القطيع ....
اذا سمحت المخابرات للمقهورين برفع صوتهم فمن أجل التنفيس لا غير ... أما رفع الصوت من أجل تغيير حقيقي كما حدث في الثورة فليس إلا استثناءاً .... والظروف أثبتت أن المجتمع يسير على مبدأ القوة ويحكمه قانون الغاب ... فلا تغيير إلا بمبدأ القوة ...  وسنكون دائماً بانتظار طرفٍ أقوى ليغير الوضع ونحن ننتظر كالنعاج .....

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

الهمّ الإنساني





تخيل ..
مدينة كمدينة القاهرة.... شاسعة ممتدة الأطراف  ... تبنيها حكومة قديرة حكيمة ....  وتستغرق في بناءها دهورا ... وتستهلك فيها أعمار البشر ....
تخيل ...
إنه بعد اكتمال بناءها يأتي إليك أحد المعاتيه ... من أدعياء العلم ليقول لك .... أتعلم لم بنينا هذه المدينة ؟....
فتجيبه بكل سذاجه : وكيف لي أن أعرف ...
فيقول لك : إذا كان يهمك أن تعرف فاتبعني لأدلك على الجواب !!
ورغم إن الجواب لا يهمك فإنك تتبعه ليتجه بك إلى حفرة صغيرة في زقاق ضيق حقير ...ليخرج منه نملة صغيرة حقيرة ...ثم يقول لك متفذلكا :- من أجل هذه النملة الحقيرة بنينا هذه المدينة الشاسعة !!
 ولو امتلكت بعض الشجاعة الأدبية فإنك ستقول له : ....
بربك هل هناك مخلوق على سطح الارض يصدق هذا ؟  ....
وفعلا من يصدق هذا ومع ذلك أراهن عندها إنه سيتهمك بالكفر والجهل والجنون....
هذا هو حال من يقولون بأن الله قد خلق هذا الكون الشاسع الفخم من أجل مخلوق لا يساوي في حجمه أمام الكون حجم تلك النملة الصغيرة مقابل مدينة ضخمة كالقاهرة ..
والأدهى من ذلك كله من يقولون إن الكون كله والجنة والنار خلقت من أجل محمد أو خلقت من نور محمد ...الخ
بحساب تقريبي لكل ما في الكون من مجرات في الحدود التي رصدها الإنسان يعطينا نتيجة مفادها وجود ملايين الكواكب المأهولة في الكون ... وفيها بشر مثلنا بل قد تجد من هم أكثر تطورا منا بل قد يكون تجاوزنا بألوف السنين ...هذا اذا لم يتطوروا لأشكال أخرى لم نصل نحن إليها بعد ... وربما نكون نحن بحضاراتنا وأدياننا وعلومنا في قمة التخلف بل كالقرود أمامهم ....
ففترة الديانات السماوية التي نعيشها لم تتجاوز الثلاثة آلاف من السنين والتي هي لا شئ بالمقياس الكوني ... بل لا تشكل ثوان معدودة أمام عمر الأرض الذي تجاوز الأربعة ملايين ...
إذا أخذنا كل هذا في اعتبارنا فإننا نتوقع أن كل الديانات وأنبيائها من محمد وبوذا وعيسى وموسى سيتجاوزهم الزمن وسيكونون نسيا منسيا بعد فترة مماثلة إذا قدر للجنس البشري أن يعيش هذه الفترة ... وبقاءنا الى ذلك الزمن يتطلب أن نتجاوز هذه الأديان ونحمل هم الأرض كبيت وحيد الإنسان ...
ولو تجاوزنا في ثقافتنا وتعليمنا للنشء الأفكار الزمنية المؤقتة الى فكر كوني يعطي الإنسان حجمه الحقيقي... ويجعل همه المشاكل الحقيقية التي تواجه كوكبنا .... لوفرنا كثيرا من النزاعات والمفاهيم المغلوطة ...

تدبّروا في قرآنكم .. ولا تغرّنكم المظاهر


طباعة الكتاب بشكل جميل يجب أن لا تغرّك ... و كثرة عدد المشترين للكتاب يجب أن لا تغرّك .... وانتشار تقديس الكتاب في المجتمع الذي تربيت فيه ... يجب أيضاً أن لا تغرّك ... فقد يكون الكتاب هو الأكثر إفساداً وإضلالاً مع سعة انتشاره وكثرة المغترين به وبطلاسمه وأكاذيبه ...
المستوى الأخلاقي للقرآن ينزل بالإنسان إلى الحضيض فهو لم يفلح في تطهير باطن المسلم من الشهوات ... فحتى الرسول الذي "كان خُلُقُه القرآن" (كما قالت عنه زوجته عائشة) كان شهوانياً حتى الثمالة ونظراته لنساء "الديايثة المؤمنين به" غير طاهرة بدليل ماورد عنه في السنة إنه شاهد امرأةً جميلةً في السوق فاشتعلت شهوته إلى درجةِ أنه ذهب لزوجته زينب مسرعاً ليطفئ شهوته موصياً أتباعه ليفعلوا مثله .... المشكلة هنا مع المسلمة العصرية التي تعبر عن حبها للنبي وتبالغ في ذكره والصلاة عليه وتدعو الله أن يمن عليها باللقاء به .... وكأنه كان أيقونة العفة والطهارة ... ولو خرج عليها من قبره لفرت مذعورة من شهوانيته المقرفة إلى حد الإشمئزاز ..... فحتى الأطفال الصغار لم ينجوا منه... وزواج عائشة شاهدٌ على ذلك ...بل ويُروى إنه رأى طفلةً لعمه العباس لم تبلغ بعد فقال "لو بلغت بنية العباس هذه وأنا حي لتزوجتها"... فهذا الذي ترجو النساء المسلمات شفاعته ويحسبنه سيد بني آدم في الطهارة والخلق الكريم لا يكاد ينجو من نجاسة نظراته الخبيثة حتى الأطفال ...
وقرآنٌ ينزل على مثل هذا الخبيث لا يمكن إلا أن يخلق أمّةً من الخبثاء .... أمةً فاسدةً خبيثة الطوية ... والواقع يشهد على ذلك ... ولعل كثيراً ممن تركوا الإسلام يعرفون ذلك التأثير الغريب من انزياح الطابع الشهواني عن نظراتهم وحركاتهم ... وكأنهم ولدوا من جديد وتحرّروا من ربقة العبودية للشيطان .....
يحتاج القرآن إلى نظرة متأملٍ بعيدة عن تأثير الواقع والتربية والمحيط الإسلامي النجس .... نظرةٍ متجردة تضع أمامها دستور الأخلاق الذي أساسه العقل والمنطق .... فأين حقوق الإنسان في القرآن ؟ وأين الحرية في القرآن ؟ وأين السلام في دين الإسلام ؟ ...وأين الحب لبني آدم في القرآن ؟ ... وأين طهارة الأخلاق من الخبث والضغينة والشهوانية ؟ ....
لم يثبت القرآن خلوه من ناحية سلبية واحدة... بل كل الأخلاق السّفلية موجودة فيه .... فمن ناحية الجنس ... يكفيك التشويق الذي يذكره الإله (القوّاد) للحور العين والولدان المخلدين ... ويكفيك شرعنته ومباركته لزواج محمد من مطلقة ابنه زيد ... وافتخار محمد بقوة مناكحته في "أم يحسدون الناس على ما آتاهم" ...الخ مما لا يحصى من الفضائح القرآنية التي يمجها العقل ....
ومن ناحية العنف واحتقار الآخر... تكفيك آيات احتقار اليهود ... وأخذ الجزية من أهل الكتاب ( وهم صاغرون) ... وتفاصيل أوامر إراقة الدماء للكافرين من ذبح وقطع الرقاب "واقتلوا المشركين كافةً" ...الخ من أوامر العنف المقيتة ...
أما احترامه لحقوق الإنسان فاعترافه بمصطلح (ما ملكت أيمانكم) كافٍ ... وتشريعه للقوامة على النساء وأمره بضربهن أكثر من كافٍ ....
والنتيجة؟! ... كما يقول المسيح "من ثمارهم تعرفونهم"... ولا تجد مسلماً يرفض هذا المعيار... بل الكل يطالب بتطبيقه ....
بعد ١٤٠٠ سنة من الإلتزام بمبادئ القرآن وتلك الصلوات المعقدة في تركيبتها ... أين ثمرة الإسلام ؟
أين الجيل المثقف الواعي ..الطاهر المسالم النزيه ...؟
ولماذ لم تفلح طلاسم محمد في القرآن والصلاة والحج في خلق الإنسان المنشود ؟
المسلمون اليوم يعانون من أكثر الأمراض الخلقية النفسية والإجتماعية مقارنةً بنظيره المسيحي أو البوذي أو الهندوسي...
في حين إنه لو قارنا بين القرآن وغيره من الكتب السماوية لوجدنا القرآن كلام الله المحفوظ والمنزل بصورة قطعية من الله ... أي أن ادّعاء التحريف غير وارد ... وادّعاء عدم التطبيق الكامل غير وارد أيضاً لأن الواقع يشهد بأن المسلمين أكثر الأمم تطبيقأً لطقوسهم المنصوص عليها في دينهم وأكثرهم إيماناً وتقديساً لكتابهم وأكثرهم حرصاً على متابعة نبيهم بحيث صاروا نسخاً مستنسخة من هذا النبي ... نُسخٌ  تمارس القتل والنهب وإشاعة الرعب والفوضى والتخلف والتدمير واستعباد البشر  ....
فبالله عليكم كيف يكون هذا القرآن كلام الله !؟

الخميس، 10 ديسمبر 2015

معمر القذافي وعلاقته بمحمد الهاشمي


لا أحد من الرؤساء العرب يشبه في شخصيته محمداً أكثر من معمر القذافي ....
كان محمدٌ قبل نبوته راعياً وكذلك كان معمر كما صرح في كتاب "القذافي رسول الصحراء" ... حيث تطرق هو نفسه إلى هذا التشابه في عبارة توحي بادعاء النبوة....
كلاهما ارتبط بالصحراء وكلاهما أخرج كتاباً اعتقد أن فيه خلاص البشرية .... وغيّر القذافي علم الدولة إلى الأخضر لأنه اللون المحبوب لنبيه محمد ...
يعتقد الكثير من الناس إن معمر القذافي كان ألد أعداء الإسلاميين في حين أنه هو نفسه كان إسلامياً متطرفاً ولكن على طريقته ... يؤمن بالقرآن شريعةً للمجتمع ولا يعترف إلا بالسنة العملية ....
يشبه القرآنيين كثيراً في أفكاره حتى اعتقد البعض إنه قرآني .... والقرآن في حد ذاته كافٍ لتكوين شخصية الإرهابي النموذجي .... فكل أوامر القتال والجهاد موجودة في القرآن ... حتى إن الكثير من فقهاء السنة يستعينون بأحاديث الرسول المتضمنة لبعض الرخص والإستثناءات لكي يخففوا من غلواء القرآن وتطرفه ...
وهذا ما يجهله الكثيرون ممن يعتقدون إن جذور التطرف إنما هي في السنة ويتغاضون عن آيات الإخضاع والإذلال والإرهاب وظلم المرأة وتبرير الإسترقاق ... فالأمر بأخذ الجزية من أهل الكتاب "وهم صاغرون" ...في القرآن!! ...و"اقتلوا المشركين كافةً" في القرآن!! ....الخ من أوامر ضرب الرقاب والإثخان في الأرض ....
كان القذافي ينشر كتابه الأخضر في العالم أجمع مؤكداً في خطابات حصرية يعرفها الشعب الليبي أنه يتخذ فكره الأخضر ستاراً لنشر الإسلام .... أي أن تعاليم الكتاب الأخضر مأخوذة من فحوى القرآن ... مع تلميع بعض الجوانب مثل تحريم الخدم وتحريم العمل بالأجرة .....
القذافي سمّى انقلابه "ثورة الفاتح" ... وصارت الكلمة شعاراً معروفاً طوال فترة حكمه.. و طريقة استخدامه للكلمة تُشعرك بمعنىً خفي ... ولعله يقصد التبرك بأحد أسماء نبيه محمد "الفاتح" وهو عكس "الخاتم"  ...
أما في السياسة الداخلية فقد استعان القذافي بخطط محمد في قمع المتمردين والتخلص منهم ... فمحمد كان يرسل لمن يريد أن يغتاله أحد أقاربه حتى لا تطالبه قبيلته بالثأر وكذلك كان يفعل القذافي ... وشرع في ذلك قانوناً سماه "قانون الشرف".... والقذافي استعان بالتحالفات القبلية كما استعان بها محمد .... وأحرق الغابات في شرق البلاد لقمع ثوار درنة تماماً كما فعل قدوته محمد حين حاصر يهود بني النضير في المدينة ...
كان يستعمل كافة السبل الإجرامية التي اتخذها محمد ..وكانت هناك عبارة استخدمها القذافي لملاحقة أعداءه وكانت ثلة من كلاب اللجان الثورية تستخدم نفس العبارة ..
" سنلاحقكم حتى لو تعلقتم بأستار الكعبة" ...
وفعلاً نفّذ عملاء القذافي جريمة شنيعة بأحد الحجاج الليبيين "المبروك المدهون" أثناء حجه بمكة ...
وهذا بالضبط ما قاله متبوعه الهالك محمد ... حيث أمر بملاحقة من هجوه وشتموه وقتلهم حتى لو كانوا متعلقين بأستار الكعبة ....
واستدل القذافي بالآيات التي تتحدث عن المنافقين في حربه ضد الرجعية ... وبالآيات التي تتحدث عن تكديس الثروات في حربه ضد الرأسماليين...
هذا بالإضافة الى إدعائه الوحي في أكثر من مناسبة ...
هذا إذا أضفنا الشكوك حول أصله وظروف نشأته المبكرة ... التي شارك فيها متبوعه محمداً ....
ادّعى في بداية حكمه الشرف والنزاهة ثم في نهاية حياته ورط نفسه في علاقات جنسية معروفة ... وكانت عواهر اللجان الثورية اللاتي كرّسن أنفسهن لخدمة الثورة يقدّمن أجسادهن إرضاءاً لنزواته كما حدث مع متبوعه الشهواني محمد ... حتى إن القرآن سجّل ذلك في أوامره الأزلية المقدسة: " وإن امرأةٌ وهبت نفسها للنبي..."الخ....
معمر كان يجمع حوله أتباعه في باب العزيزية كما كان يفعل محمد في المسجد النبوي ... حيث يجمع الأنصار المقربين وحجرات نسائه .... ومعمر كان يتلقّى المبايعات من القبائل بنفس الطريقة التي فعلها محمد ....
ومارس القذافي في بداية حياته غزوات ضد الصليبيين الكفار كما كان ينعتهم ... ففجر طائرة لوكربي وملاهي ونفذ اغتيالات ضد من شتموه وكتبوا فيه قصائد الهجاء ... تماماً كما فعل محمد وكان يتخذ من أفعال محمد في سيرته النتنة قدوةً رغم ادعائه أنه لا يؤمن إلا بالقرآن والسنة العملية ...
كانت في القذافي كل صفات العنجهية والتكبّر والإذلال منذ حياته المبكرة رغم أنه حسب ما ذكر أصدقاؤه المقربون كان تقياً إلى درجة أنه عُرف باسم الفقي (أي الفقيه)... ومع ذلك ذُكر في أول حياته العسكرية أنه أمر جنوده بالمشي فوق أحد الجنود الذين تحت إمرته ودوسه بالأقدام ... ولا تناقض بين الإثنين في عُرف المسلمين لإن الإسلام دين العنف والإذلال والعنجهية وكلما ازددت فيه فقهاً ازددت ظلماً وعنجهيةً وجهلاً ....
الذين لم يعرفوا القذافي حق المعرفة يظنونه علمانياً أو ثورياً يتشبه بجيفارا ... ولكنه في الحقيقة كان مثالاً للدكتاتورية والتسلط والعمالة ... إلى درجة أنه عرض على أمريكا في لقاءٍ سجلته إحدى إذاعاتها المحلية أن يكون عميلها قي الشرق الأوسط بدلاً من السعودية.... بهذا اللفظ وبكل وقاحة وبرود ولحسن الحظ إن اللقاء تم التعتيم عليه...
أراد بناءاً على الخضوعية الإسلامية المعهودة أن يبيع نفسه لأمريكا كما تفعل السعودية لكن أمريكا رفضت ... لم يفعل ذلك محمداً لكنه غرس فيهم ازدواجية العنجهية مع الضعفاء والخضوعية مع الأقوياء حتى وجدت هذه الفضائل النبوية طريقها في سلوك أتباعه لاشعورياً ...
محمد كان يتقن سلوك دورين ... الأول: دور الخضوع في مكة .... حيث كان كفار قريش يضعون على ظهره أمعاء الإبل وهو ساجد فلا يرفعها عن نفسه حتى تأتي ابنته الصغيرة ذات العشرة أعوام لترفعها عنه وتسب الكفار الساخرين وتشتمهم بالنيابة عن أبوها الخانع الذليل .... ثم يهاجر إلى المدينة ليمارس دوراً مناقضاً تماماً ... يستعين فيه بالسيف والإخضاع بالقوة ويتخذ الجواسيس ... ويقسّم المجتمع إلى مؤمنين ومنافقين فيحدث شرخاً اجتماعياً في ذلك المجتمع البسيط حتى يتقدم إليه الإبن عارضاً عليه أن يتولى قتل أبيه المنافق...
استعمل القذافي هذه التكتيكات ونجح فيها أيّما نجاح .... فالمؤمنون يسميهم ثوريين .... والمنافقون هم الرجعيون ... واستعان بمافيات متعددة من اللجان الثورية إلى جواسيس الأمن الداخلي والخارجي والمخابرات حتى كاد الشعب كله أن يتحوّل إلى كلاب مسعورة لحماية القائد الأوحد ...
وكما كان الرسول المصدر الوحيد لجميع ما يحتاجه المسلم من فقه وطبٍ وعلمِ فلك وجغرافيا وجيولوجيا ... كذلك القذافي تكلّم في كل شيء وحشر رأسه في جميع التخصصات ...  التعليم والأوقاف والمقاولات والزراعة .. وطرق الأكل واللباس ...حتى إنه ابتكر موضات في اللباس متعارفٌ عليها عند لجانه الثورية ....
وأخيراً .. يكفي هذا التشابه الذي يسترعي الإنتباه في الإسم "مُعَمَّر و مُحَمَّد" ... علماً بأن معنى كلمة مُعَمّر في اللهجة الليبية مُعيب جداً لأن مصدره فعل "عمّرِ" بمعنى "ناك  أو نكح"...  فالمعمر هو "المنيوك" ... عافانا الله وإياكم ...واعذرونا لبذاءة الألفاظ الغير مقصودة ... إنما القصد هو توجيه إلإنتباه إلى بعض التفاصيل التي قد يكون لها دور في فهم بعض الطلاسم السياسية في فترة حكم القذافي .. وجذورها في الدين والتاريخ ...

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

جذور العنجهية في الإسلام .. عمر أنموذجاً


إذا ذكرت العنجهية فالمسلم أصدق من يمثلها ... سواءاً كان حاكماً أو زعيم قبيلةٍ أو ربّ أسرة ... وإذا أخذنا في اعتبارنا أن الإسلام دينٌ أرضي ابتكره راعٍ بدويٍ لا يملكُ من المؤهلات إلا التعامل مع الحيوانات .. فإن الدين اصطبغ بهذه الرؤية بوضوح .. ومحمدٌ كان يَعْلمُ إن أفضل من يخدم دينه العنجهيون الذين يعاملون الناس كالدوابّ ... لذلك كان يتمنى إسلام أحد العمرين .. عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ... وكلاهما عرف بالتكبر والعنجهية ولم يملكا أي صفة روحية أو علمية تؤهلهما للإيمان بدينٍ سماوي... وذلك يعطيك فكرةً عما هو الدين الذي يرغب محمد في نشره بين الناس... إنه دين التسلط والإذلال والإخضاع بالقوة.
وأكبر شخصية في الإسلام مثّلت هذا التوجه هي شخصية عمر بن الخطاب فإذا ذُكِرت العنجهية فعمرٌ أستاذها و معلمها الأول ...
إن خُلق العنجهية هو أكثر صفة تمثل المسلم أصدقَ تمثيل ..  فالرغبة في إذلال الغير والدوس على رقابهم صفة ممدوحة غير مذمومة لديهم.. وتلاحظ إن بعض زعماء العرب وصلوا إلى مرحلة التعظيم عن طريق اتصافهم بهذا الخلق ...
فما هو المقنع في شخصية صدام -مثلاً- لكي يصبح أيقونةً في العالم الإسلامي رغم جرائمه التي طالما كان يئن منها شعب العراق ؟!..
لو تمعنّا جيداً في صورته وهو يمارس قمع المتمردين بيده .. وكلماته في حزب البعث وهو يقول لهم إن من يكون بعثياً تكون له حصانة كحصانة عمر بن الخطاب ... وهذا يدل على إنه بصورة لاواعية يتمثل شخصية العنجهي الأول في الإسلام..
فماذا كانت شخصية عمر ؟! ... وكيف كان يعامل الصحابة ؟! .. قد نقول إنه يقمع المتكبرين ويتواضع للمساكين كما تقول الأكاذيب !!.. حسناً فكيف كان يعامل العبيد إذاً ؟! ... بل كيف كان يعامل النساء ؟!... هل كان عمر عفيفاً أم إنه كان "نسونجياً" من الطراز الأول .. بل ربما ....(نقول ربما)... كان شاذاً جنسياً ؟!
لن أسرف في إيراد الأدلة .. فقوقل يعفيني من ذكر المصادر .. وللعلم فإن أكثر من تجدون عنده نقداً وافياً وتحليلاً دقيقاً هم علماء وبُحّاث الشيعة ..ومن المضحك أن ترى دفاع السنة عن (مفتريات الشيعة) المسيئة في حق هذا الرجل :-
فعمر لم يكن أسمراً كما يدّعي الشيعة بل كان أبيضاً ولكن لونه تحول الى السمرة نظراً لتناوله الزيت وتعرضه للشمس........الخ
أمر مضحك ودفاع مثير للسخرية!!!
على كل حال فإن عمر كما يبدو من المراجع كان أسمراً وأحولاً وأصلعاً بالغاً في الطول .. بل مخيفاً مرعباً كما يقول بعض شيوخ السنة عندما يرغبون في إظهاره بهذا الشكل ..ولا حاجة لمناقشة هذه الإدّعاءات لإن دواعي الكذب فيها غير متوفرة .. فالمسلمون الأوائل لم يكونوا يعيبون الرجل بشكله كائناً ما كان ..
يبدو مع ذلك إن هذا الأمر سبب لعمر نقصاً في تعامله مع النساء وكان يعوضه بتكلف الشدة ومعاملة المرأة باحتقار ..ويمكنك من خلال القصص المروية عنه استشفاف هذه الحقيقة .. فالنساء لم يرغبن فيه وكن يتزوجنه مرغمات كما يبدو من قصته مع عاتكة وأم كلثوم .. فالأولى كانت أرملة عبدالله بن أبي بكر.. ورآها صدفةً عند ابنته حفصة فأعجبته فخطبها فَقَالَت : إن عَبْد اللَّه بْن أبي بكر جعل لي جعلاً على أن لا أتزوج بعده ، فَقَالَت ذلك حفصة لعمر ، فَقَالَ لها عُمَر : مُريها فلتردّي ذلك على ورثته وتزوجي ، قَالَ : فذكرت ذلك لها حفصة ، فَقَالَت لها عاتكة أنا أشترط عَلَيْهِ ثلاثا : ألا يضربني ، ولا يمنعني من الحق ولا يمنعني عَنِ الصلاة في مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشاء الآخرة ، فَقَالَتْ حفصة لعمر ذلك ، فتزوجها .. فالمرأة فعلت كل ما يلزم على ما يبدو لتنفيره منها..ومع ذلك فإنه فرضَ نفسهُ عليها فرضاً .. ونفس القصة حدثت مع أم كلثوم بنت أبي بكر غير إنها أفلحت في الإفلات منه بمكرٍ وذكاءٍ من أختها عائشة ..
قد تمثل قصةٌ كهذه جانباً واحداً فقط وهو نفور النساء منه لكن القصة الثانية في قمة الشناعة ... وهي قصة زواجه من أم كلثوم وأقول في قمة الشناعة لأنها كانت طفلةً صغيرة وأصرّ على الزواج منها رغم رفض والدها علي بن أبي طالب .... ورغبة عمر في إذلال بني هاشم واضحة جداً في سياق القصة .. ومختصر القصة كالتالي :
"خطب عمر إلى علي ابنته فقال إنها صغيرة ..فقيل لعمر: إنما يريد بذلك منعها ..قال : فكلّمه.. فقال علي: أبعث بها إليك فإن رضيت فهي امرأتك ..قال فبعث بها إليه ..قال فذهب عمر فكشف عن ساقها.. فقالت أرسل فلولا أنك أمير المؤمنين لصككت عنقك" .....



 وهناك تفاصيل غائبة في هذه القصة المختصرة تذكرها روايات أخرى ..منها وصفها بأنها كانت صغيرة تلعب مع الجواري  - لاحظ الشبه مع قصة عائشة!!- وأن عمر هدد عمها العباس تهديداً صبيانياً يدل على ولعه المفرط وشعوره بالنقص ..حيث قال:" خطبت إلى ابن أخيك فردّني ، أما والله لأعوّرن زمزم ، ولا أدع لكم مكرمة إلاّ هدمتها ، ولأقيمنّ عليه شاهدين بأنّه سرق ولأقطعنّ يمينه " ..
ورواية أخرى تذكر أن علي زيّنها له قبل أن يبعثها -انظروا الدياثة!!- وإن عمر لما رآها قام إليها (فأخذ بساقها) وقال : "قولي لأبيك قد رضيت قد رضيت قد رضيت".. فلما جاءت الجارية إلى أبيها قال لها: "ما قال لك أمير المؤمنين؟!" ..قالت: "دعاني (وقبلني) فلما قمت اخذ بساقي وقال قولي لأبيك قد رضيت"... فأنكحها إياه فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب فعاش حتى كان رجلاً ثم مات ....
وهذه الرواية ذكرها الخطيب والذهبي وسكت عنها ..... وعالمين مثلهما لا يسكتان عن روايةٍ مسيئةٍ بهذا الشكل إلا وهي صحيحة الإسناد .. ودعك من رواية أخرى تقول إن والدها الديوث بعثها ببُردٍ  إلى عمر قائلاً لها قولي له: "هذا البُرد الذي قلت لك " .. .. ( انظر بالله عليك كيف يغش ابنته.. ذلك الذي ينسب إليه شيعته الشجاعة والإقدام.. انظر كيف يقدم ابنته الصغيرة على طبقٍ من ذهب لينيكها ذلك الوحش المفترس بدون شفقةٍ ولا رحمة.. ) ...
فيقول عمر :"قد رضيت" ثم يضع يده على ساقها فيكشفها .. فترد عليه :" لولا أنّك أميرالمؤمنين لكسّرت أنفك "..  ثم ترجع شاكيةً لهذا الأب الديوث الخانع الجبان قائلةً: "بعثتني إلى شيخ سوء" ..فيقول الديوث الجبان: " يا بنية إنّه زوجك" ..وهذه رواية ابن عبدالبر وابن حجر ... ولا أظن مسلماً يطعن في علمهما ..وهكذا كل رواية تزيد تفصيلاً ممتعاً في هذه القصة التي تمثّل الشيخ المراهق المتصابي والطريقة المذلة التي عامل بها بني هاشم ... 
وهناك قصص كثيرة تنبئ عن غيرته النابعة من مركب النقص لديه .. منها قصة نفيه للفتى الوسيم "نصر بن حجاج" الذي فتن النساء بجماله .. وذلك بعد محاولات لتشويه جماله بحلق شعره .. وهذا إذا تمعّنا فيه كتصرف غير لائق لرئيس أعلى سلطة في الدولة الإسلامية .. مما ينبئ عن فراغه وعبثيته .. و كذلك عقدة النقص التي يعانيها هذا الرئيس المكروه من جنس النساء تجاه شاب وسيم ترغبه كل النساء.. وفي نفس السياق غيرته من خالد بن الوليد "دون جوان العرب" رغم القرابة التي كانت بينهما .. إلى درجة أنه عزله وهو في أوج انتصاراته ..
وتبد شهوانية عمر الواضحة في كثرة احتلامه ... حيث يروي سليمان بن يسار أن عمر بن الخطاب صلى بالناس الصبح ثم غدا إلى أرضه بالجُرُف فوجد في ثوبه احتلاماً .. فقال: إنّا لمّا أَصَبْنا الوَدَك لانت العروق. ( وفي رواية لقد ابتليت بالإحتلام منذ وليت أمر الناس ) ..فاغتسل وغسل الإحتلام من ثوبه، وعاد لصلاته.... وهذه القصة تصور لك طفلاً ينجّس نفسه ويصلي بالنجاسة وهو يظن نفسه طاهراً ...فمثل هذا كيف يصلح للإمامة!؟ ...ولاحظ إنه يعترف بكثرة الإحتلام  وينسبه لكثرة أكله اللحم .... حيث كان يقول : إياكم واللحم فإن له ضراوةً كضراوة الخمر ... ويريد بذلك أن ينسب كثرة خراءه في ملابسه أمام الناس إلى كثرة الدسم وليس لشهوانيته المفرطة .... وإذا تتبعت مروياته في كتب السنة تجد أكثر من ثلاث احتلامات لأمير المسلمين أمام رعيته وما خفي كان أعظم... وكان يغسل مكان الإحتلام ثم يخرج إلى الناس وعليه أثر الماء بلا حياء ولا وجل .....
وهناك رواية مريبة في هذا الشأن حيث جاء رجل  إلى عمر فقال إنّا نكون بالمكان الشهر والشهرين .. فقال عمر :"أمّا أنا فلم أكن أصلي حتى أجد الماء "..قال فقال عمار :"يا أمير المؤمنين أما تذكر إذ كُنتُ أنا وأنت في الإبل فأصابتنا جنابةٌ فأمّا أنا فتمعّكتُ فأتينا النبي فذكرت ذلك له فقال إنّما كان يكفيك أن تقول هكذا وضرب بيديه إلى الأرض ثم نفخهما ثم مسح بهما وجهه ويديه إلى نصف الذراع "..فقال عمر:" يا عمار اتّقِ الله!!!! " .. فقال:"يا أمير المؤمنين إن شئت والله لم أذكره أبداً!!!"... وهناك علامة استفهام كبيرة عن احتلام الرجلين ... كيف حصل؟ وما هي الظروف والملابسات؟  ولماذا يحذره عمر بهذا الشكل مادام معروفاً بكثرة الإحتلام ولا مشكلة في ذلك ؟
ويمكن فهم ما حدث على ضوء قناعة عمر في التستر بالمعاصي وتشجيعه لها فيروي الحديث إن رجلاً جاء إلى محمد فقال إني عالجت امرأة من أقصى المدينة فأصبت منها ما دون أن أمسها فأنا هذا فأقم علي ما شئت فقال عمر:" (قد ستر الله عليك لو سترت على نفسك )..فلم يرد عليه محمد شيئاً فانطلق الرجل فأتبعه محمد رجلاً فدعاه فتلا عليه " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل " إلى آخر الآية فقال رجل من القوم يا رسول الله أله خاصة أم للناس كافة؟ فقال " للناس كافة "...
لابد إننا انحرفنا عن موضوع العنجهية قليلاً بتركيزنا على هذا الجانب المرَضي في شخصية عمر .. ولكن كشف كافة جوانب الشخصية يوضح كثيراً من الأمور التي تحدث اليوم .. فلاحظ إن هذه التصرفات بعينها كان يفعلها القذافي وأولاده وكذلك أبناء صدام .. ناهيك عن الرؤساء الصغار من كلاب الإستخبارات والأجهزة الأمنية  كصلاح نصر . فشهوانيتهم وإغتصابهم للنساء وأخذهن عنوة كطريقة لإذلال الشعب ..عرف عن القذافي وأبناءه وكذلك أبناء صدام.. وأيضاً لا ننسى  على مر التاريخ الإسلامي إن كثيراً ممن حكموا المسلمين بالقبضة الحديدية كانوا يجعلون "درة عمر" شعاراً لهم  ..  كذريعة يمارسون على منوالها ما يشاءون من كافة أنواع التعذيب لنشطاء الفكر ..
فشخصية عمر الشهوانية والعنجهية والمسرفة في الإذلال أصبحت شخصية نمطية في العالم العربي الإسلامي .. ولذلك تجد بطولة صدام وعنجهيته غطّت سيئاته .. أي أن العنجهية والإذلال في عُرْف المسلم تجعل المرء محل احترام وتغطّي على جوانب فسقه ومخالفته للشريعة ..

لا يمكن الإحاطة بجميع النصوص الدالة على سوء خلق هذه الشخصية وعنجهيتها واحتقارها للإنسان ..  التي تبدأ من وأدِ ابنته قبل إسلامه .. وانعدام الشفقة في ذلك المشهد المتمادي في العنجهية وانعدام الشفقة ... حيث يقول عمر إن ابنته كانت تنفض الغبار عن لحيته ببراءة وهو يدفنها .. وقد يطعن البعض في القصة ولكن الغريب إن الذين يذكرونها لا يرون فيها الجانب المنعدم الإنسانية بل كعادة جاهلية حرّمها الإسلام ...
ثم ضربه لأخته في بيت زوجها حين علم بإسلامهما وتلاحظ خلال القصة تضاؤل شخصية الزوج واحتقاره بعنجهية - مع إنه رجل البيت -  أمام شخصية عمر .. والغريب إن عمر هنا يرقّ ويخشع لكلمات عبثية لا يعلم معناها "طه .. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"... الخ ... فهل كان عمر يفهم معنى كلمة " طه" التي دوخت المفسرين إلى هذا اليوم حتى يرقّ لها بهذا الشكل ويسارع في الإسلام ...
كل هذا قبل إسلامه أما بعد إسلامه فقد تجرأ على معاندة نبيه محمد أكثر من مرة وأساء أدبه بطريقة تجعله لا يراعي حرمة الله ولا نبيه ... ومع ذلك تجد محمداً يبرر أفعاله بطريقة غير منطقية ... وكل هذا للإحتفاظ به كبعبع مخيف لكل من يفكر في التمرد أو معارضة حكومة الرسول ....ومع ذلك فإن قلة احترامه للرسول ظهرت بأجلى صوره بعد وفاة النبي في قصة اقتحامه لبيت فاطمة لإجبار علي ومن معه على مبايعة أبي بكر .... يقول الباحث حسن فرحان المالكي في معرض حديثه عن بيعة عمر :"ولكن حزب علي كان أقل عند بيعة عمر منه عند بيعة أبي بكر الصديق نظراً لتفرقهم الأول عن علي بسبب مداهمة بيت فاطمة في أول عهد أبي بكر وإكراه بعض الصحابة الذين كانوا مع علي على بيعة أبي بكر فكانت لهذه الخصومة والمداهمة (وهي ثابتة بأسانيد صحيحة) ذكرى مؤلمة لا يحبون تكرارها." .. وتفاصيل القصة مختلف فيها بين السنة والشيعة لذا اكتفيت بما ذكره هذا الباحث لتأكيد حدوثها ...وللحديث بقية .....