السبت، 5 مارس 2016

محمد .. والسياق التاريخي للوحي!




من قراءتي لحوار الأب متى المسكين ....

يقول الأب متى المسكين في تعليقه على إنجيل يوحنا إن المسيح كان يحاور الفريسيين في أعيادهم، وكان يناقش أعيادهم وطقوسهم وينقلها إلى مستوىً جديد، وهذا يختصر مهمة المسيح ، ويختصر مهمة العهد الجديد، فالمستوى الأول في العهد القديم  كان مستوىً سطحياً، وكان يماثل حالة إبراهيم حين رأى أنه يذبح إبنه، ثم علمه الله المستوى الثاني لفهم النص، ألا وهو مستوى العهد الجديد.
ظل بني إسرائيل على المستوى الأوّل قروناً حتى جاء المسيح ليختم هذه المرحلة ويبدأ عهداً جديداً، وهنا لنا أن نتسائل، والمسلمون -على فكرة لا يختتلفون معنا فيما قلناه- أين يقع محمد وقرآنه بعد تعليم العهد الجديد والواضح ؟! ... ألا يكون مناقضاً لمسيرة الوحي الإلهي، وكأنّ الله قد أخطأ الطريق فأعاده من جديد وبشكل مختلفٍ تماماً ؟!
ألا نجد معجزات المسيح التي تعطيه طابعاً إلهياً تؤهله ليختم المرحلة السابقة كأعظم إنسانٍ مر على الخليقة، حتى إن سموه تقارب مع الذات الإلهية باعتراف القرآن، فهو روح الله وكلمته وهو يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص.
حسناً... وماذا يملك أن يضيف محمد بعد كل هذا ؟ ... محمد يقتل الأحياء ويسفك الدماء ، ثم يدّعي أن الله بعثه "رحمةً للعالمين" ، والعالمين - على فكرة- كلمة عامة تشمل الأحياء من بشرٍ - كافرهم ومؤمنهم- وحيوانٍ وشجرٍ .. فهو ينبغي عليه أن يكون رحمةً للمؤمن والكافر ، وينقلهم برحمته ومحبته إلى ظلال الإيمان، ولكنه فضّل أن ينقلهم من رحمة الحياة إلى قسوة الموت، فكان بذلك "رسول الموت" بينما المسيح كان "رسول الحياة" وباعث الحياة في الأكوان باعتراف القرآن.
فالمستوى الذي كان يمارسه محمد في فهمه للكلمة الإلهية هو المستوى الأول للعهد القديم، ومحمد كان يتكلف تقليد أنبياء العهد القديم ويمارس سفك الدماء بالشكل الذي قرأه وفهمه من ترجمات ورقة بن نوفل، ولم يصل أبدأً في فهمه إلى مستوى المسيح، ومع ذلك ادّعى زوراً  إنّه خير بني آدم وسيد الأنبياء، وهو لم يأتِ في معجزاته الحسية ولا في حالاته الأخلاقية بعُشر المستوى الروحي والأخلاقي للمسيح.
النتيجة والملخص لما أردنا قوله أن محمد يمثل حالةً شاذة خارج السياق الإلهي لتاريخ الوحي، يحاول فيها مدّعٍ أفّاق أن يعيد هذه المسيرة التي ختمها الله في شخص المسيح إلى نقطة البداية من جديد .. فهل فيكم يا حضرات المسلمين الأفاضل من متدبّرين ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق